مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2013

الدوحة, 24 نوفمبر 2013

السلام عليكم،، 

أحيّيكم جميعاً 

وأنتم تلتقونَ مجدّداً بالدوحة لتناقشوا قضايا البحثِ العلمي التي تتّصلُ بالحاضر بقدرِ ما تعني المستقبل. 

إننا نعاصرُ عالماً تتزايدُ وتتعقّدُ تحدياتُه طَردياً مع سرعةِ التطور.ولا شكّ أننا نشتركُ في الرغبةِ الجادةِ بتسخيرِ التقدمِ العلمي، الذي يشهدُهُ العالم، في التصدي المشتركِ لتلكم التحديات. 

وتأصيلاً لإيمانِنا بأنَّ البحثَ العلميَّ هو البوابةُ التي تقودُنا إلى امتلاكِ الأدواتِ الكفيلةِ بمجابهةِ التحدياتِ المحليةِ والعالمية، التزمنا بمواصلةِ بناءِ واستدامةِ البِـنيةِ التحتيةِ للتنميةِ والبحثِ العلمي في قطر وتوفيرِ الامكانياتِ اللازمةِ لتطويرِ واقعِ التنميةِ في الوطنِ العربي.

بَيْـدَ أننا نؤمنُ في الوقتِ نفسِهِ بعولمةِ العلم، في أنْ نشتركَ ونتعاونَ في التأسيسِ للبحثِ العلمي ورعايتِهِ، والمساهمةِ في دعمِهِ بروحِ القناعةِ الأكيدةِ بأنّ هذا العالمَ وطنٌ للجميع، ينبغي أن يُكرَّسَ فيهِ العِلمُ لخدمةِ البشريةِ جمعاء.

ولأنّ التحدياتِ كونيةٌ بطبيعتِها، فهي تستلزمُ حلولاً بحثيةً عالمية: بالعملِ مع شركاءَ عالميين يشتركونَ معنا في الإيمانِ نفسِهِ. وإننا ندركُ، كما تدركونَ، أنّ أدواتِ وقدراتِ ومنتجاتِ البحثِ العلمي هي ثروةٌ فكريةٌ إنسانية، ننتجُها معاً لنستهلكَها معاً، دونَ أنْ يَحقَّ لأحدٍ الانفرادُ بأسبابِ التقدم.

ومثلما كنّا نؤكدُ في مناسباتٍ سابقة، نجدّدُ التأكيدَ هنا،بأنّ لا خيارَ أمامنا،ونحنُ نواجهُ معاً تحدياتٍ مختلفةً، سِوى أن نغرسَ الحلولَ معاً ونجنيَ ثمارَها معاً، إذا ما أرَدنا أنْ لا يتخلفَ أحدٌ عن ركبِ التقدم. 

ولكي نكونَ في صميمِ هذا الإيمانِ وهذا التوجه أطلقنا في العامِ الماضي، من خلال مؤتمركم هذا، استراتيجيةَ قطرَ الوطنية للبحوث لتعزيزِ مكانةِ ودورِ البحثِ العلمي في رفاهيةِ شعبِـنا وحمايةِ بيئتِنا وتطويرِ اقتصادِنا، إضافةً إلى المساهمةِ الفاعلةِ في الجهودِ العلميةِ في العالم، ولتغدوَ هذه الاستراتيجيةُ أساساً علمياً  يؤهلُنا لتحقيقِ أهدافِ التنميةِ وتجسيدِ رؤيةِ قطر الوطنية 2030.

واكرر هنا مرة أخرى بأننا في قطر لم نكن يوما محكومين بالجغرافيا المحلية ، بل وضعنا الاحتياجات التنموية للوطن العربي على الدوام جل اهتمامنا ونحن نضع استراتيجيات وخطط البحث العلمي . 

ويعكسُ الانعقادُ السنويُّ لهذا المؤتمر أهميةَ كونِهِ منبراً لتبادلِ وتطويرِ الأفكار، وأداةً مؤثرةً نحو تعميقِ البحثِ العلمي وتوظيفِهِ في مساراتِ التنمية.

وإنها لمناسبةٌ أنْ أعلنَ عن عزمِنا على التصدي لثلاثةِ تحدياتٍ أساسيةٍ بصفتِها أولوياتٍ قطريةً تتمثّلُ في: أمنِ الطاقة..وهذا يشملُ العملَ على رفعِ إنتاجِ الطاقةِ الشمسية إلى 1 غيغا واط حتى عام2020، والأمنِ المائي.. بما يشملُ تعزيزَ البحثِ العلمي في مجالِ تحليةِ المياه، والأمنِ الالكتروني..بتحصينِ إدارةِ أمنِ المعلومات في فضاءٍ كونيٍّ مفتوحٍ ومتداخلٍ الكترونياً.

فضلاً عن متابعةِ جهودِنا البحثيةِ في مجالاتِ الصحةِ ذات العلاقةِ بأولوياتِنا الوطنيةِ حيالَ أمراضِ السكري والقلب والأوعيةِ الدموية والسرطان والأمراضِ العصبية.

ونحن في قطر سنحرصُ على مواصلةِ ما بدأناه منذ سنوات من استقطابِ ودعمٍ للعلماءِ العربِ المغتربين وترسيخ الشراكاتِ مع مراكزِ التميّزِ المعروفةِ في العالم، فالبحثُ العلمي نشاطٌ إنسانيٌ يتخطّى الحدودَ الجغرافيةَ والسياسيةَ ليؤسسَ لعالميةِ المعرفة من أجلِ تقدّمِ وازدهارِ البشرية. 

سيداتي سادتي،، 

لا نهضةَ تقومُ أو تدومُ دونَ استدامةِ آلياتِ النهوض.

أعربُ عن تقديري لحضورِكم، علماءَ وباحثينَ، وأتمنى لكم التوفيقَ في ما أنتم أهْلٌ للنجاحِ فيه. 

والسلام عليكم.