CPO Content Area
السكان الأصحاء هم الدعامة الضرورية لبناء مجتمع مزدهر وقوي، وصاحبة السمو الشيخة موزا كانت على الدوام في طليعة الإصلاحات الشاملة لتوفير الرعاية الصحية ذات المستوى العالمي لجميع القطريين.
لقد ساهمت الشيخة موزا كرئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ورئيس مجلس إدارة سدرة للطب ;في كل ما من شأنه وضع قطر كمركز للبحوث الطبية الحيوية وحاضنة للاكتشافات الطبية.
كما دعمت سموها من خلال دورها السابق نائباً لرئيس المجلس الأعلى للصحة 2009-2014 إعادة هيكلة نظام الرعاية الصحية في قطر بحيث أصبح بمقدور جميع القطريين الحصول على الرعاية الطبية ذات جودة عالية وفعالة ومرنة و تركز على المريض بالدرجة الأولى، حيث أصدر هذا المجلس عام 2010 الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية التي حددت أهدافا طويلة الأجل للرعاية الصحية في قطر، بما في ذلك التركيز على الرعاية الوقائية، ومعالجة الاحتياجات الخاصة للنساء والأطفال، ودمج الرعاية الصحية الأولية والمتخصصة، وضمان العلاجات الفعالة بأسعار معقولة.
ضمن هذه الرؤية الجديدة للرعاية الصحية أطلقت الشيخة موزا الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان عام 2010، وهي مبادرة بحوالي 600 مليون دولار، التي أنشأت مستشفى السرطان الجديد ليوفر أفضل رعاية لمرضى السرطان وإجراء البحوث، كما تتضمن الاستراتيجية أيضا برامج جديدة للوقاية من السرطان والكشف المبكر.
وسعيا لمواجهة مسألة تنامي المشاكل الصحية في قطر، تقوم مؤسسة قطر بإدارة الجمعية القطرية للسكري، حيث تساعد هذه الجمعية غير الربحية المصابين بداء السكري من خلال برامج تثقيفية و توعوية تشجعهم على ممارسة الرياضة و تناول التغذية الصحية، كما تعمل على نشر التوعية للوقاية من الأمراض.
لقد كان لرؤية صاحبة السمو الفضل في إنشاء مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، وطمحت دوماً لإنشاء منتدىً يسعى لنشر الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات الصحية الدولية. وبالتزامن مع إطلاق هذا المؤتمر عام 2013 أعلنت سموها عن مشروع جينوم قطر، الذي تمكن عام 2016 من فحص جينات ثلاثة آلاف قطري بهدف تطوير الرعاية الصحية عبر نهج متخصص في العلاج.
هذه المساعي الطموحة سيعم نفعها على المواطنين القطريين والخليج بأكمله من خلال جعل قطر مركزا إقليميا للتميز في مجال الرعاية الصحية، حيث عملت مؤسسة قطر على سبيل المثال بالشراكة مع إمبيريال كوليدج في لندن على إنشاء البنك الحيوي الوطني قطر بيوبنك للبحوث الطبية الذي تتمثل مهمته الأولى في تخزين وجمع البيانات الوراثية للسكان القطريين وجنوب شرق آسيا، وستكون عينات الحمض النووي هذه نواةً للبحوث التي ترعاها مؤسسة قطر في مجال الأمراض الشائعة التي يعاني منها السكان في الخليج مثل مرض السكري وأمراض القلب.
وفي مشروع مشترك آخر مع إمبيريال كوليدج في لندن أنشأت مؤسسة قطر مركز قطر للجراحة بالروبوت، وهو مركز رائد في الأساليب الجراحية الجديدة باستخدام أحدث تكنولوجيا الروبوت الطبية.
هذه المشاريع البحثية وغيرها من المشاريع الجارية تعتبر استكمالاً لمبادرات البحوث الطبية الأكثر طموحا في العالم. ولعل العنصر الأكثر أهمية للخطة الهادفة لجعل قطر في طليعة البحوث الطبية ورعاية المرضى يتمثل في سدرة للطب.
ويعتبر سدرة للطب، الذي منحته مؤسسة قطر هبة قدرها 7.9 مليار دولار، مركزاً طبياً أكاديمياً له ثلاث مهام هي: التدريب الطبي والبحوث ورعاية المرضى، حيث سيولي أهمية خاصة للقضايا الصحية للأطفال والنساء. ويجسد التزامين من التزامات الشيخة موزا اللذين يتمثلان في حماية ورعاية النساء والأطفال، وجعل قطر دولةً رائدة في مجال الاكتشافات العلمية.
علاوة على ذلك، تم إقامة شراكة جديدة بين مؤسسة حمد الطبية و كلية طب وايل كورنيل في قطر و سدرة للطب وعدد من الشركاء المحليين الآخرين لإنشاء النظام الصحي الأكاديمي، وهو الأول من نوعه في المنطقة. سيضمن هذا النظام تطبيق الاكتشافات في البحوث الطبية ورعاية المرضى وسيمكنهم من الاستفادة من الأطباء والمستشفيات الوطنية.