حفل تخريج طلبة المدينة التعليمية 2009
الدوحة, 05 مايو 2009
بناتي الخريجات،،
أبنائي الخريجين ،،
حضرات السيدات والسادة،،،
لا أعتقد أن مناسبة التخرج من المدينة التعليمية فعالية نمطية نكتفي خلالها بتكرار عبارات التهنئة لمن تخرج والشكر لمن ساهم في تحقيق ذلك.
فقد سبق لي أن وقفت هنا على أرض هذه المدينة التعليمية في مناسبات شتى لأفتتح، أو أدشن، أو أعلن عن برنامج.
لكن وضعيتي اليوم وأصدقكم القول بأنها تكاد تكون إستثنائية،إنها وضعية تفيض بالمشاعر المتشابكة، مشاعر الفرح والفخر والزهو بأبناء وبنات لم يخيبوا الظن فيهم ولا الإيمان في قدراتهم.هذه قناعتي وأنا أقف بينكم اليوم.
فالتخرج قبل أن يكون مدعاة للإحتفاء وهذا أمر بديهي ومنطقي،هو مناسبة، وهذا هو الأهم،لفتح حوار مباشر مع الخريجين والخريجات لرصد إتجاه الخط البياني الذي رسمناه مع انطلاق مشروع المدينة التعليمية،ليصل إلى نهاية المرحلة الأولى عام 2030 بمشيئة الله وفق رؤيتنا الوطنية.
تلك هي الدلالة الحقيقية للتخرج سواء هنا بالمدينة التعليمية أو في غيرها من المؤسسات الجامعية في الوطن.
فالتخرج بهذا المعنى هو مناسبة وحدث هام يستمد قوته من اختيارنا الوطني الذي يجعل من التعليم الجيد السبيل الاستراتيجي لتنميتنا الوطنية المستدامة.
وعندما نحتفي اليوم بتخرج مئتين من الطالبات و الطلبة من أبناء هذا الوطن وأقرانهم من خارجه، فإننا نجدد التأكيد على مكانة التعليم في تلبية متطلبات مجتمعنا خاصة والمجتمع الإنساني على اتساعه بدم جديد شاب تتوافر له كافة العناصر والمقومات الأساسية التي تجعل من مؤهلاته ومكتسباته إضافة هامة ونوعية لا يمكن أن يستهان بها.
أما على المدى المنظور، فلا شك أن نهاية المرحلة الجامعية هي بمثابة البوابة التي تنفتح أمام الخريج لولوج معترك الحياة وما يتطلبه ذلك من استعداد نفسي ومهني قوامه الإرادة والمسؤولية.
ومن هنا فمن واجبنا جميعاً أن نعزز ثقة الخريجة و الخريج في ذاتهما وقدرتهما بنفس الدرجة التي ننمي فيه ثقة المؤسسات الوطنية العامة والخاصة بأهمية مؤهلات وقدرات الخريجة و الخريج واعتبار تلك المؤهلات إضافة نوعية لمؤسسات تم اعدادها وصقلها من قبل ما يربو عن 300 من الكفاءات التدريسية النوعية أتت من أفضل المراكز العلمية في العالم لتخرج هذا الخريج المتمكن والمستنير.
هذه رسالتي لخريجات وخريجي الفوج الثاني من المدينة التعليمية، وهؤلاء هم استثمارنا البشري نضخ ونوزع عطاءه غير الناضب باعتباره رصيداً مفتوحاً وائتماناً غير منكمش بكل فخر واعتزاز على كل من لديه الحنكة والذكاء.
رسالة ملؤها الفخر والاعتزاز بالوطن الحاضن الأمين لأبنائه، الفخر والاعتزاز بدور الآباء والأمهات في التوجيه والاختيار السليمين للمسار التربوي للأبناء، الشكر والتقدير للمؤسسات الجامعية وجهود القائمين عليها.
رسالة تؤكد بالبرهان الملموس بأن خريج وخريجة المدينة التعليمية ليسا أبداً أقل من أترابهما في أرقى المؤسسات التعليمية وأعرقها حينما تتوفر لهما البيئة المناسبة.رسالة تغمرها مشاعر الحزن البناء والإشفاق المسؤول عن فراق فلذات كبد سيظلون في قرارة نفسي وعيون مدينتهم التعليمية وإن كانوا نساءً ورجالاً بكل ما في الكلمة من معنى براعم بحاجة للرعاية والدعم المستمرين.
وهذا ما ستلتزم المدينة التعليمية القيام به بصفتها الحاضن الأمين للخريجين والخريجات وبيتهم الذي سيكون دوماً مفتوح الأبواب لهم ليواصلوا المسيرة المستقبلية لتلك المدينة وذلك لأجيال وأجيال وأجيال ستكون بالتأكيد طرقهم ،بفضلكم وبفضل من سيلتحق بكم أكثر تمهيداً وآمن سبيلاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،