الاحتفال بالذكرى الـ 15 لتأسيس أكاديمية قطر

الدوحة, 15 مارس 2012

في البداية، دعوني أفسّر لكم لمَ أنا هنا.

لقد سمعت بأنّكم تحتفلون بالذكرى ال 15 لتأسيس أكاديميّة قطر، وأردت أن أكون معكم. أردت أن أحتفل بتلك الأعوام الخمسة عشر معكم.

كما تعلمون، إنّ أكاديميّة قطر عزيزة جداً على قلبي، فقد كانت بداية كلّ شيء. كانت البذرة التي أثمرت منها مؤسّسة قطر.

لقد تأسّست أكاديميّة قطر للقطريّين ولغير القطريّين. تأسّست لكي تسمح للقطريين بالحصول على نوعيّة تعليم جيّدة وفي الوقت عينه لتحمي وتحافظ على ثقافتنا ولغتنا. وتأسّست لكي تسمح أيضاً لغير القطريين بالحصول على نوعيّة تعليم جيّدة ولتعرّفهم الى البيئة التي يعيشون فيها، فيكتشفون الثقافة القطريّة والعربيّة والاسلاميّة، ما يمكّنهم بعد عودتهم الى ديارهم، من إخبار أصدقائهم وعائلاتهم ورفاقهم في العمل بأنّ العرب لا يختلفون عنّا، وبأنّهم يواجهون التحديّات التي نواجهها، ولديهم الأحلام والتطلّعات نفسها.

ما الذي يمكن أن يكون أفضل من هذا؟ قاعدة تُقرّب المسافات ما بين مختلف الثقافات. قاعدة للحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.

نريد أن يرى العالم بأسره إمكانيّة وجود نموذجٍ من هذا النوع، وأنا أراه يتجلّى أمامي اليوم. يتجلّى بفضلكم، وبفضل ثقافتكم وانفتاحكم وإرادتكم للوصول الى الآخر.

يسرنّي أن أرى كيف كبرتم وتطوّرتم- أنتم أيّها الطلاّب وكذلك أكاديميّة قطر. ولكنّها البداية فقط، لا يجب أن نكتفي بذلك؛ فكما ستستمرّ أكاديميّة قطر بالنموّ، كذلك أريدكم جميعاً أن تسيروا قُدُماً. لا تنسوا أبداً أنّكم القادة المستقبليّون لقطر والعالم.

يعطيكم هذا البلد فرصاً عظيمة، ومع الفرص العظيمة تأتي المسؤوليّات الكبيرة. ولكلّ منكم الخيار بانتهاز هذه الفرص أو إضاعتها. نحن نقرّر فشلنا ونجاحنا.

ولكن دعوني أقول لكم أنّ الفشل ليس خياراً لهذه العائلة. الفشل ليس خياراً لعائلة أكاديميّة قطر. أريدكم أن تستفيدوا قدر المستطاع من دراستكم، أريدكم أن تجعلوني فخورةً بكم.

أعلم أنّ الكبسولة الزمنيّة هذه ستُفتح في العام 2022، حين ستستضيف قطر كأس العالم. بعد عشر سنوات، سيصبح كلّ فردٍ منكم راشداً، بعضكم سيشغل مناصب مهمّة والبعض الآخر قد يكون ما زال في الجامعة.

لكنّي أودّ أن أطرح عليكم سؤالاً وأريد جواباً منكم.

كيف ستساهمون في قطر 2022؟ هل فكّرتم بذلك؟

هل يملك أحد منكم جواباً؟ أنا في الانتظار وأودّ أن أجعل هذا النقاش مفتوحاً. هل فكّرتم بذلك؟ هل فكّرتم بمَ ستقومون به من أجل قطر-من أجل وطنكم؟ هل يمكنكم الاجابة على ذلك؟

طالبة: أريد أن أصبح طبيبة للفرق الرياضيّة.

صاحبة السموّ: رائع. هل من أجوبة أخرى؟ أريد أن أسمع إجابات من الشبّان.

طالب: أريد أن أكون لاعباً في صفوف فريق كرة القدم الوطنيّ.

صاحبة السموّ: هل من أجوبة أخرى؟

طالب: أريد أن أكون كابتن فريق كرة القدم الوطنيّ.

صاحبة السموّ: هذا ما أودّ سماعه منكم، فليكن طموحكم كبيراً. من يريد الاجابة أيضاً؟

طالبة: أريد أن أكون محامية.

صاحبة السموّ: جيّد جداً.

صاحبة السموّ: سُررت بسماع أحلامكم وأريدكم أن تسعوا لتحقيقها. أتمنّى النجاح لكم جميعاً.

سأفتتح الكبسولة الزمنيّة الخاصة بكم هنا، وسأضع فيها كلمتي التي ألقيتها في زوريخ أمام أعضاء لجنة الفيفا، محاوِلةً إقناعهم بضرورة استضافة قطر لكأس العالم وبقدرتها على ذلك. وقد ربحنا.

سأوّقع كلمتي وأكتب عليها التاريخ، وأضعها في الكبسولة الزمنيّة الخاصة بكم. وبعد عشر سنوات، سنفتحها ونرى كيف تحقّقت أحلامنا.

شكراً.