القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" 2020
الدوحة، قطر, 15 نوفمبر 2020
أرحّبُ بكم مجدَّداً في ويش بعدَ أنْ اضطّرتْـنا الظروفُ الصحيةُ الاستثنائيةِ إلى عقدِهِ عن بُعد. وقد أثبتتْ جائحةُ كورونا أنّ "صحّةَ" جميعِ القطاعات، اقتصاديةً وتعليميةً واجتماعيةً وغيرها، تتأثرُ بأحوالِ القطاعِ الصحي.
وما كانَ لنا أنْ ننتظرَ جائحةً لنوليَ قطاعَ الطبِ أهميتَهُ المركزيةَ في البنيةِ التحتيةِ للتنميةِ الشاملة، وقد شَهدنا في العالمِ كلِّهِ خلالَ هذا العام كيفَ تجلّتْ مظاهرُ هذهِ الحقيقة.
وفي هذا السياقِ تأتي أهميةُ هذا المؤتمر في تبادلِ الأفكارِ والأبحاثِ والاكتشافاتِ واختبارِ الحلولِ وتعزيزِ التجاربِ الناجحة والسياساتِ التي تنمّي القطاعَ الصحي.
السيدات والسادة...
بعدَ أن ظنَنا أنّ الحاضرَ المتقدّمَ يتفّوقُ على الأمسِ الأقلِّ تقدّماً، تلقّى العالمُ مع تفشّي كوفيد-19 درساً وبائيّاً كارثيّاً وضعَ القادةَ والعلماءَ والباحثين والأطباءَ أمامَ اختبارٍ صعبٍ في سعيِهم إلى اكتشافِ لقاحٍ يُنقِذُ البشريةَ من خطرٍ مُحدِقٍ بصحّتِها وأحوالِها.
وتحت وطأة هذه الظروفِ التي خلقتْها الجائحة، ينعقدُ ويش هذا العام لنرتقي بمسؤوليتِنا الجَمْعية من أجلِ حشدِ العالمِ ليكونَ واحداً، نعملُ فيه معاً ونتشاركُ المعرفةَ ذاتَ الصلة لاحتواءِ الوباءِ والتقليلِ من أضرارِهِ إلى أنْ يُتاحَ للعلماءِ والباحثين إعادةُ الأمنِ الصحيِّ إلى حياةِ البشرية.
ومن هذا المِنبر، أُحيّي العاملينَ في القطاعِ الصحي في قطر وفي العالمِ أجمع وأُثمِّنُ جهودَهم الجبّارة في مكافحةِ الفايروس وحمايةِ الأرواح والإسهامِ في بناءِ عالمٍ ينعمُ بصحةٍ أفضل.
وفي الأحداثِ الكبرى تُصنَعُ البطولات ويَـبرزُ الفرسان، ولا شكَّ أنَّ العاملاتِ والعاملينَ في القطاعِ الصحي هم فرسانُ هذهِ اللحظةِ التاريخية، وهُم النجومُ الذينَ يجدُرُ بالشبابِ الاقتداءُ بهم في التضحيةِ والعطاءِ والانخراطِ في القطاعِ الصحي والبحثي.
وختاماً أقولُ إنّ التحدياتِ أنواعٌ وأحجام، وقد واجهنا من قَبل تحدياتٍ مختلفة، تغلَّبنا عليها أو نجحنا في احتوائها، ولكنَّ العالمَ اليوم أمامَ تحدٍّ مختلفٍ نوعاً وحجماً وتأثيراً، ما يستدعي منا عملاً مختلفاً نوعاً وحجماً وتأثيراً لكي ننجحَ معاً في التصدي لجائحةِ كوفيد-19.
أتمنى لكم التوفيق وأنتم اليوم على مِحكِّ التحدّي أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى.