صاحبة السمو تشارك في إجتماع حول توفير التعليم في البيئات المتأثرة بالنزاعات

CPO Content Area

صاحبة السمو تشارك في إجتماع حول توفير التعليم في البيئات المتأثرة بالنزاعات


نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 24 سبتمبر 2012

شاركت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في الحدث الجانبي لجمعية الأمم المتحدة بشأن توفير التعليم في البيئات المتأثرة بالنزاعات، والذي أقيم بمقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بمدينة نيويورك.

وألقت صاحبة السمو كلمة أمام الاجتماع، اعتبرت فيها وجود 61 مليون طفل بلا تعليم أمراً يفوق التصور، كما وصفت وجود طفل واحد خارج المدرسة بـ"المأساة"، مشيرةً إلى أن هناك أسباب كثيرة أدت إلى حرمان أطفال كثيرين من حقهم الطبيعي في التعليم، أتعسها جميعاً النزاعات.
وأعربت سموها عن الألم إزاء ما يتعرض له التعليم من انتهاكات تقف حائلاً دون تحقيق مستقبل أفضل، مبرزة في هذا الصدد تطلعها إلى إحداث فرق في هذه المسألة على الصعيد العالمي، وقالت "لعل اللامبالاة تجاه هذه القضية لا تقل سوءاً عن المشكلة نفسها، وبالقدر الذي فشل فيه المجتمع الدولي في إتخاذ إجراءات فعالة، فإن الجناة سيواصلون إيذاء الأبرياء، وملايين أخرى من الأطفال ستفقد الأمل".

ونوهت بإحراز بعض التقدم في إطار الأهداف الإنمائية للألفية، كما لفتت في الوقت نفسه إلى تصاعد الهجوم على التعليم وقتل المدرسين وتدمير المدارس أو تجنيد الطلبة الصغار.
وأشارت سموها في هذا المقام إلى إفادة صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة بأن الدمار والخراب في سوريا أديا إلى إغلاق واحدة من كل عشر مدارس، فضلاً عن تضرر أو دمار ألفي مدرسة، فيما يجرى إستخدام أكثر من ستمائة أخرى كمراكز مؤقتة للاجئين.

واستطردت قائلة إنه "بالرغم من وجود حماية هامة للتعليم وفقاً للقانون الإنساني الدولي في أوقات النزاع وإنعدام الأمن، إلا أن ذلك لم يجر تنفيذه بشكل مناسب، وهو أمر يتوجب تغييره".
وضمن السياق نفسه أشارت سموها إلى نشر دليل يسلط الضوء على هذه المسألة ويساعد القانونيين والمدعين العامين، والقضاة، والمعنيين الآخرين ليكونوا أكثر فاعلية، معتبرة أن ذلك سيمثّل ردعاً لأولئك الذين قد يرتكبون الجرائم في المستقبل، وسيضخّم أصوات الضحايا، ويستعيد حقوقهم ويمنحهم الفرصة للبدء من جديد.

ورأت أن ماتم إنجازه مجرد بداية، بالنظر إلى حجم المهمة التي لايمكن تجاهلها، كما اعتبرت أنه من المشجع أن العالم أخذ علما في النهاية، وقالت مخاطبة الحضور "وأنتم ستعلمون بأن الأمين العام للأمم المتحدة سيطلق هذا الأسبوع مبادرة هامة جديدة تتمحور حول ضرورة عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة".

كما أكدت صاحبة السمو الشيخ موزا بنت ناصر في كلمتها أن خسارة تعليم بنت أو ولد أثناء النزاع، يعني حرمانهم من حقهم الطبيعي، وإلغاء فرصة جيلهم بالتنمية والانتعاش، وسلب الفرصة بمستقبل أفصل من مجتمعهم بأكمله، مرجعة ذلك إلى أن عقل الطفل لديه فرصة واحدة للتطور. وشددت سموها في ختام كلمتها على ضرورة حماية الأطفال والتعليم، مبينةً أنه من خلال العمل سيتم حماية المستقبل المشترك. وقالت "هذه هي المهمة التي أوكلتها إلينا الإنسانية. يتوجّب علينا حماية الأطفال. يجب أن نحمي التعليم. وبالعمل، سوف نحمي مستقبلنا المشترك".

وقد ناقش الاجتماع توفير التعليم في البيئات المتأثرة بالنزاعات وسبل ضمان حصول الأطفال والشباب الأكثر ضعفاً على تعليم نوعي جيد، وذلك بحماية المدارس من الهجمات، وزيادة الدعم الإنساني، والتخطيط لمواجهة حالات الطوارئ قبل وقوعها، ووضع الميزانيات لهذا العمل.

كما حث المشاركون القادة على إتخاذ الإجراءات الفورية من أجل 28 مليون طفل يعيشون في بلدان متضررة بالحروب والنزاعات، إلى جانب ملايين أخرى عانت من حالات الطوارئ الإنسانية، مثل الزلازل والفيضانات ونقص الغذاء وغيرها من الكوارث.

وقد انعقد هذا الاجتماع برئاسة سعادة السيد هيكي هلموس وزير التنمية الدولية النرويجي، لدعم مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة "التعليم أولاً" التي ستطلق يوم غد الاربعاء، وتتضمن تدابير لضمان الحق في التعليم لجميع الأطفال، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في حالات الأزمات.