مؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية "ويش" 2013

الدوحة, 10 ديسمبر 2013

السلام عليكم،، 

السيدات والسادة... 

نرحّبُ بكم بالدوحة ونثمّنُ حضورَكم للمشاركةِ في الدورةِ الأولى لمؤتمرِ القمة العالمي للابتكارِ في الرعايةِ الصحية،وهو محصِّلةُ عملٍ متراكمٍ يتسِّـقُ مع منطقِ التنميةِ المتكاملة.

فقد بدأنا بمؤتمرِ القمة العالمي للابتكارِ في التعليم عام 2009، ثم المؤتمرِ السنوي للبحوث منذُ عام 2010، وها نحنُ نعقدُ مؤتمرَ الابتكارِ في الصحة، الذي يشكّلُ ضلعاً ثالثاً في ثلاثيةِ التعليمِ والصحةِ والبحثِ العلمي. وهي ثلاثيةٌ لا تنفصلُ عناصرُها عن بعضِها بعضاً ولا تتجزّأُ أهدافُها ورؤاها المشتركة مثلما تأتي ضرورةُ الابتكارِ في صميمِها باعتبارِها عاملاً حاسماً في استنباطِ الحلول لمواجهةِ مختلفِ التحديات. 

ولا يَخفى عليكم إن الابتكارَ في جوهرِهِ يتجسّدُ هنا في الكيفيةِ التي نفكّرُ فيها، والآليةِ التي نحلُّ بها المشاكلَ، والطريقةِ التي نضعُ فيها السياساتِ والبرامجَ،علاوةً على تطويرِ التقنياتِ بطبيعةِ الحال.

فالابتكارُ ليس مجرّدَ بحثٍ عن علاجٍ أفضل وإنما يكمنُ في الكيفياتِ التي تقودُ إلى تقليصِ الحاجةِ إلى العلاج، ولعلَّ من بينها غرسَ الثقافةِ الصحيةِ بين المواطنين وتشجيعَهم على السلوكِ الصحي والنشاطاتِ الصحية.

وإنّـنا لنرى في هذا المؤتمر الفضاءَ الأرحبَ والأكثرَ تحفيزاً على ابتكارِ الحلولِ المناسبةِ 

للسيطرةِ على تحدياتٍ صحيّةٍ عديدة، ستكونُ موضوعاتٍ للبحثِ في جلساتِ المؤتمر.

إن مثلَ هذهِ التحديات، تدفعُنا جميعاً بروحِ الشراكةِ الأخلاقيةِ والمعرفيةِ والتنفيذيةِ إلى توظيفِ الابتكارِ في صناعةِ الحلول. فكلمّاّ نجحنا في تحقيقِ تقدّمٍ ماعلى مستوى الرعايةِ الصحية، نكونُ بذلكَ قد وُفِّـقنا في الدفاعِ عن المستقبلِ وأجيالِهِ. 

السيدات والسادة.. 

إنّ أكثرَ التحدياتِ الاجتماعيةِ والتنمويةِ إلحاحاً في العالمِ كلِّه هي قضايا التعليمِ والصحةِ التي تتشكَّـلُ في ضوئِها مختلفُ القضايا الأخرى.ولكنَّ حدّةَ هذهِ التحديات تتفاوتُ من بلدٍ إلى آخر تَـبَعاً لمعاييرِ التنمية. 

وإن لـَـمِن أهدافِ هذا المؤتمر توفيرَ البيئةِ المناسبةِ للتلاقحِ المعرفي بين الأفكار والبحثِ عن حلولٍ مبتكرةٍ شاملة تغطّي متطلباتِ التعامل مع خصوصية المشاكلِ بالاستفادةِ من مختلفِ التجارب. 

وإذ تتناولُ جلساتُ مؤتمرِكم مختلفَ الموضوعاتِ التي تتصدى لمختلفِ التحدياتِ الصحية، كنّـا في قطر على هذا النهجِ أيضاً، عندما سَعَـينا إلى بناءِ ثقافةٍ صحيةٍ من منظورٍ شاملٍ، عملنا من خلالِهِ على تحويل مراكزِنا الصحية إلى مراكز بحثية وأكاديمية تربطُ بين الخبراتِ العمليةِ ونتائجِ البحثِ العلمي.

وكنتيجةٍ لهذا الربط بين البحث العلمي والواقع الإكلينيكي نعلنُ عن مشروعِ "جينوم قطر" 

الذي يجسّدُ خريطةَ طريقٍ للعلاجِ في المستقبل بما يُعرف بالطبِ الشخصي. 

السيدات والسادة،، 

نأملُ أن يكونَ هذا المؤتمر حافزاً للابتكارِ وبيئةَ عملٍ للمبتكِرينَ في المجالِ الصحي.

نشكرُكم على تلبيةِ الدعوةِ للمشاركةِ في أعمالِ مؤتمرِ الابتكارِ في الرعايةِ الصحية

ونتمنى لكم التوفيق في مسعاكم. 

والسلام عليكم..