الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" 2010

الدوحة, 09 ديسمبر 2010

حضرات السيدات والسادة،،،

أشكركم جميعاً على الجهود المثمرة التي بذلتموها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

واغتنم هذه المناسبة لما ابديتموه من تفاعل ايجابي وانساني لنجاح قطر في استضافة كأس العالم 2022. بفضل جهودنا الجماعية أصبح مؤتمر الابتكار في التعليم لاعباً أساسياً في إحداث التغيير المطلوب لأجل عالم أفضل.

نحن نؤمن في قطر بأن العمل يأتي قبل الكلام لا بعده، هذه قناعتنا عليها تقوم رؤيتنا، رؤية تذكرني بمقولة المبدع بيكاسو "لنعمل أولاً ثم نتحدث فيما بعد ".

لقد تعلمنا درساً هاماً من خلال انجاز ملف استضافة كأس العالم 2022. تعلمنا بأن شباب قطر، وهم شباب العرب وشباب الكون، قادرون على صنع التغيير متى اعدوا الإعداد الجيد، ومتى اعطوا الفرصة للمشاركة.

أنا متأكدة تماما بأن إستنهاض طاقاتنا الكامنة وأنا أتحدث هنا عن وطننا العربي بإمكانها بعد وضعها في سياقها الإستراتيجي الضروري أن تجعل التعليم ليس هدفا فحسب، وإنما سبيلا إستراتيجيا يفضي بنا إلى أن نكون لاعبين أساسيين في الساحة الدولية.

حضرات السيدات والسادة

مؤتمر الابتكار في التعليم كانت له نقطة انطلاق، أما خط الوصول فنحن جميعا من سيحدد زمنه.

وفي اعتقادي بما أنه لا نهاية للكمال, فايضاً لا نهاية للإبتكار. فهكذا أرى مؤتمرنا الذي سيظل مفتوحاً أمام المبادرات الخلاقة صانعاً و حاضناً لها.

وفي السياق ذاته سرني كثيرا بألامس واعتقد أن هذا شعور الجميع ،نوعية المشاريع البحثية التي حظيت بالتكريم هذا العام وماتحمله من مضامين انسانية وابداعية وابتكارية ، انها بحق خير تجسيد لروح مبادرتنا جمعياً ولذلك انا على يقين بأنها ستكون أساساً لتحقيق النقلة النوعية المطلوبة ، لذلك علينا أن نرعى هذه المشاريع وأخص هنا بالذات قطاع العمل والاعمال الذي عليه أن يحرص على الاستفادة من هذه المشاريع ويدرجها ضمن أولويات اهتماماته باعتبارها مشاريع جادة قابلة للتسويق والتطبيق والتعميم.

وبذلك تتحقق مساهمة قطاع الاعمال ومن ثم نكون أكثر اتساماً بالواقعية والبراغماتية.

ولعل ما يعزز قناعتي هذه ما خلصتم إليه من إستنتاجات تمخضت عن مختلف الجلسات، وما لاحظته ولمسته عن كثب من خلال مشاركتي معكم في جلسة هذا الصباح التي خُصّصت للعلاقة بين مؤتمرنا والأهداف الإنمائية للألفية.

فمن خلال النقاش المثمر والمعمق، والتساؤلات الكبرى التي طُرحت، و الأفكار البناءة الصادرة عن خلفيات أكاديمية ومهنية وسياسية وثقافية متنوعة، إزداد يقيني أكثر من أي وقت مضى بأن مظلة (وايز) إذا ما إستثمرناها الإستثمار الأمثل ستفضي ولا شك إلى فتح آفاق واسعة لتطوير التعليم النوعي وجعله في متناول أوسع القواعد البشرية.

وعليه فإنني أتطلع بأن ينخرط مؤتمرنا أكثر فأكثر في تقديم البدائل والحلول لأهم الإشكالات والتحديات التربوية التي تواجهنا في أفق 2015.

اتطلع أن يصبح ( وايز ) من بين مسارات تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وهدف التعليم للجميع ، وأن يكون رافداً متدفقاً لتحقيق غايات تحالف الحضارات.

أتطلع أن تواصل بحوث ( وايز ) تقديم حلول واقعية للنهوض بالنظم التعليمية قاطبة محققة للتعليم للجميع، مساهمة في إجتثاث آفة الأمية التي أعتبرها نشازا للقيم الفكرية والحضارية الإنسانية.

أشكركم وإلى اللقاء في النسخة الثالثة،،