المؤتمر الثاني لـ"صلتك"

الدوحة, 08 يونيو 2009

حضرات السيدات والسادة،،،
بناتي وأبنائي الشباب،،،

أرحب بكم في الدوحة، وأشكركم على حضوركم معنا اليوم لنؤكد سوياً ومن جديد ثقتنا في مؤسسة صلتك، وإلتزامنا المستمر ببلورة رسالتها وتحقيق أهدافها.

وكما كان الحال في الجلسة الختامية للمؤتمر السابق، أود في مستهل هذه الكلمة أن أجدد الشكر لشبابنا العربي، بناتي وأبنائي، من المحيط إلى الخليج، فأقول للجميع ومن خلال الحاضرين معنا هنا:

أنتم ربابنة صلتك وبحارتها، ثقتي لا محدودة في ذكائكم وإلتزامكم، وفي قدرتكم على فهم وإستيعاب متطلبات الحاضر وأيضاً العقود المقبلة.

بإبداعكم وبصيرتكم ورؤيتكم ستتمكنون من إدارة دفة هذه السفينة في بحار ومحيطات نعلم جيداً بأنها لجية.

لكنكم ستنجحون ولا ريب في تجاوز أهوالها، لأنكم أصحاب رسالة، تؤمنون كأسلافكم بالكرامة الإنسانية وبالحق المشروع في الحياة.

اليوم يسعدني أن أعرب عن شكري وتقديري لشجاعة وإلتزام شركائنا في هذه المبادرة شكري للدول القيادية التي آمنت برؤية صلتك وانخرطت بكل حماس لبلورة أهدافها ويسعدني بهذه المناسبة أن أرحب بالعراق عضواً فاعلاً في نادي تلك الدول.

لقد مضت حضرات السيدات والسادة سنة على لقائنا الأول الذي أطلقنا فيه سوياً هذا المشروع.

لكن ماذا تعني سنة في عمر مشروع طموح يرمي إلى استيعاب تحديات ورهانات كبرى تتعلق بإبتكار حلول بعيدة المدى لتطوير فرص العمل؟

ومع ذلك فقد كانت هذه المدة مناسبة لتقديم المشروع والتعريف به، وفتح الحوار مع كافة الفاعلين بغرض بناء الثقة وتبديد الشكوك وتعزيز القناعات.

وهذا أمر طبيعي لأن أهداف صلتك تهم جوهر التنمية البشرية في وطننا العربي أي فرص العمل للشباب ومدى ضرورة تطويرها.

فأنا على يقين بأن كثيراً من المتحاورين والفرقاء قد راودهم تساؤل يتعلق بالبدائل والحلول التي يمكن لهذه المؤسسة أن تطرحها حيال معضلة البطالة وشح فرص العمل.

وعلى هذا الأساس فإن جهود صلتك لم تتوقف عند حدود التعريف بالأهداف ولا تبيان دلالة التشبيك بل جاءت مجموعة البرامج التي أطلقتها المؤسسة في البلدان القيادية: سورية، اليمن، المملكة المغربية والآن قطر لتؤكد وتعكس البعد العملي والواقعي لرؤية المؤسسة.

لقد همت تلك البرامج تدريب آلاف الشباب لأجل تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم، بشراكة مع الجهات الرسمية، أرباب العمل، الجامعات ومنظمات المجتمع المدني.

وكشريك استراتيجي، وضعت صلتك برنامجا لتشجيع منح القروض للمقاولات الصغيرة التي أطلقها الشباب في الدول القيادية بالتنسيق مع البنوك المحلية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم من الشركاء.

ومن هنا فان هذه المؤسسة رغم حداثة عهدها، قد عززت من خلال مقاربتها الابداعية، موقعها التشاركي مع بقية الأطراف كما تمكنت من ترسيخ مصداقيتها لديها.

حضرات السيدات والسادة،،،

لقد شبه تقرير لإحدى المنظمات الحقوقية الدولية صدر منذ أسبوعين تقريباً وضعية حقوق الإنسان المترتبة عن الأزمة الإقتصادية والمالية الحالية بالقنبلة الموقوتة.

وهذا التشبيه في اعتقادي لا ينطوي على مبالغة إذ كما نعلم وعلى مستوى الوطن العربي فحسب فإن الاحتياجات من مناصب العمل خلال العقدين المقبلين تناهز مئة مليون منصب.

إن ما نتابعه يومياً من مظاهر للكساد الاقتصادي وما يترتب عنه من تسريح لمئات الآلاف من العمال وتقلص فرص الاستثمار وبالتالي تبخر مئات الآلاف من فرص العمل كل ذلك يمثل تحدياً كبيراً لنا في العالم العربي بل وعلى صعيد العالم.

إن هذا الوضع يعزز ولاريب من مكانة صلتك ودورها المحفز للشباب لولوج سوق العمل والاستفادة من الفرص المتاحة كما أنه سيزيد من مسؤوليتها لأجل تطوير استراتيجيتها حتى تكون أكثر إبداعاً وابتكاراً ومواءمة لكل المتغيرات التي نشهدها.

وفي نفس هذا السياق، فإن اعتماد صلتك في منهجيتها على تحليل الاحتياجات وتوظيف المعرفة التكنولوجية سيجعلها أكثر قرباً إلى المتطلبات الاقتصادية المتاحة وأوثق انسجاماً معها.

وهذا الوضع سيمنح هذه المؤسسة صفة الشريك الموضوعي والمخاطب المؤثر في رسم السياسات التعليمية عند تطبيق أي إصلاح تربوي يهدف إلى بلورة مفهوم إقتصاد المعرفة و ربط المؤسسات الجامعية ومراكز التأهيل بسوق العمل.

بناتي وأبنائي الشباب،،
حضرات السيدات والسادة،،

تلكم بعض الأفكار التي حاولت أن أعبر من خلالها عن قناعتي الراسخة وثقتي المطلقة في قدراتكم ومؤهلاتكم أنتم شباب وطننا العربي الذين بكم نستطيع تجاوز واقعنا الحالي، وعليكم نعول للإلتحاق بركب الأمم الناهضة.

إن مؤسستكم صلتك كانت وستبقى دوماً، جسراً للحوار والتواصل بين الأجيال وبين الحضارات، كما أنها ستبقى وبإستمرار مصدراً للإلهام وحاضناً للأفكار الجريئة والمبدعة وعاملاً لتحقيق التغيير الإيجابي الذي نحن في أمس الحاجة إليه كبشر ومجتمعات.

ولأن مؤسستكم بمثل هذه المواصفات ستحظى، منكم ومنا بكل أشكال الدعم والمؤازرة.

هذا ما أتوقعه من شبابنا الطموح والجسور.

شكراً على مشاركتكم،