حفل تخريج طلبة المدينة التعليمية 2013

الدوحة, 07 مايو 2013

السلام عليكم.. 

بناتي الخريجات،، 

أبنائي الخريجين،،

السيدات والسادة الحضور..

في مثلِ هذا الوقت من كلِّ عام، اعتدتُ مشاركتَكم هذه البهجة، لأحتفلَ مع المحتفلينَ بتخريجِ دفعةٍ جديدةٍ من جيلِ مؤسسةِ قطر. وإذا كنتم، أيّها الخريجون والخريجات، تنتظرونَ وتعيشونَ لحظةَ التخرّج لمرةٍ واحدة، فأنا أرقبُ هذا الموعدَ سنوياً لأرى الأحلامَ وهيَ تتخرّجُ وتنتظمُ في قوافلِ المعرفةِ يحدو بها الطموحُ نحوَ ميادينِ الإنتاجِ والإبداعِ والابتكارِ. 
بُوركتْ جهودُكم.. وبُوركَ نجاحُكم.. 

نحتفي بكم هنا.. بينما تنتظرُ منكم الحياةُ ، خارجَ أسوارِ المدينةِ التعليمية. 

عطاءً نوعياً أكثرَ تميّزاً يحاكي ما حصلتم عليهِ من تعليمٍ نوعي. فالمعرفةُ تكتسبُ قيمتهَا من قدرتِنا على تحويلِها إلى إنجاز. وعليكم أن تواظبوا على روحِ الإنجازِ في عملِكم وحياتِكم عموماً، وأن تشيعوا قيمَكم التي تكرّسُ ثقافةَ التميّزِ وتسهمُ في بناءِ مجتمعِ المعرفة.

ومن طرفِنا، لم ندّخرْ جهداً في توفيرِ البيئاتِ الحاضنةِ للابتكار وتهيئةِ متطلباتِهِ لتمكينِكم من المساهمةِ الفاعلةِ في ابتكارِ المستقبل، عندما عزِمنا على استنباتِ مجموعةٍ من المؤسساتِ التعليميةِ والأكاديميةِ المتطورة في قطر ومن مختلفِ الاختصاصاتِ التي تستجيبُ لمتطلباتِ التطوّرِ الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والثقافي وتحاكي حاجاتِ التنميةِ المستدامة. 

وقد استقدمنا لكم أفضل نماذجِ التعليمِ الجامعي في العالم، لتكونوا أنتم النموذجَ الأفضلَ في حقولِ العملِ أنّى ذهبتْ بكم خياراتُكم.. تقودونَ اقتصادَ المعرفة وتسهمونَ في بناءِ المجتمع والدولة على مختلفِ الصُعد. تواكبونَ العالمَ بتقدّمِهِ العلمي والمعرفي، تحاكونَ أفضلَ معاييرِهِ، وتستخدمونَ عِصارةَ خبراتِهِ، وتسخّرونَ مهاراتِكم العلميةَ لخدمةِ بلادِكم ومستقبلِكم.

بناتي وأبنائي..

لا تتصالحوا مع الواقع فيعيدُ إنتاجَكم وفقاً لشروطِهِ.. بل أقيموا معه حواراً معرفياً مستداماً بهدفِ تغييرِهِ. ويتعيّنُ عليكم أكثرَ من ذلك: أن تردموا الفجوةَ بين الواقعِ الحالي والمستقبل، وما بينهما تحدياتٌ كثيرةٌ وكبيرة.. أنتم الأجدرُ بالتعاملِ معَها والتصدّي لقضاياها.

وهذا هو دورُكم الطليعيُّ المتوقّع بعدَ أنْ هُـيِّـأتْ لكم ظروفٌ تعليميةٌ متقدمة.. ذا هو دورُكم في العطاءِ والابتكارِ وإنتاجِ فكرٍ جديدٍ ينتقلُ بالمجتمعِ من استهلاك المعرفةِ إلى إنتاجِها، لأنّ بناءَ اقتصادِ معرفة أو اقتصادٍ إنتاجيٍّ عموماً يتطلّبُ عقولاً تنتجُ المعرفة.

ولتعميق وتنويع المعارف الأكاديمية للاجيال الجديدة من الخريجين، كان في طليعة أهداف مشروع جامعة حمد بن خليفة أن يكون قاعدة للتعاون والتنسيق والتفاعل بين مختلف جامعات المدينة التعليمية. 

وقد حان وقت العمل لتوسيع مساحة حرية الاختيار الأكاديمي للطلبة بما يتيح لهم تنويع تخصصاتهم. ويسرني أن أعلن اليوم عن امكانية وأحقية الطلبة قريباً بدراسة التخصص الأساسي في جامعة بينما يختارون دراسة تخصص فرعي آخر في جامعة أخرى من الجامعات القائمة في المدينة التعليمية.كم تم الاتفاق عليه في اجتماعنا اليوم مع رؤساء الجامعات لتكون البداية في دراسة التخصص الفرعي في الإعلام والعلوم السياسية بين جامعة نورث ويسترن وجامعة جورج تاون.

وأنني لأرى في ذلك إثراء معرفياً وأكاديمياً للطلبة ومستقبلهم العلمي. وهذا هو النموذج الذي ارتأينا أن ينفرد به مشروعنا الأكاديمي كما أردنا أن يكون مؤسسة إطارية لبرامج جديدةٍ ومتنوعةٍ تساهم في تقديمها مجموعة من الجامعات.

وإنه لمن دواعي سرورنا الإعلان أيضاً عن ثلاثة برامج أكاديميةٍ جديدةٍ تقدمها جامعة حمد بن خليفة بالتعاون مع جامعات المدينة التعليمية وهي : برنامج الماجستير التنفيذي للطاقة والموارد ، برنامج الماجستير المشترك في دراسات المكتبات والمعلومات ، دبلوم الدراسات العليا في طرق البحث العلمي.

بناتي وأبنائي الأعزّاء..

كلّما احتفلتُ بتخرّيجِ دفعةٍ جديدةٍ من طلبةِ جامعةِ حمدِ بن خليفة يرسخُ إيماني بصوابِ نهجِ دولةِ قطر على مستوى الاستثمارِ في بناءِ الإنسانِ باعتبارِهِ الرأسمالَ الأثمنَ والثروةَ التي لا تنضب.

فأنتم الإنسانُ الذي استثمرنا في بنائِهِ.. وإذ تتخرّجونَ فإنّما هو موسمُ قطفِ الثمار.

وأنتم النموذجُ الذي أردناه أن يكونَ مؤهلاً للنديّةِ التنافسيةِ في أسواقِ العملِ في العالم.

أنتم المستقبل.

أهنّئُكم مرةً أخرى.. 

وأتمنّى لكم التوفيقَ والنجاحَ الباهرَ في المرحلةِ الجديدةِ من حياتكم. 

لنراكم ، بعد حين ، وأنتم العلماءَ والخبراءَ وقادةَ المجتمع في مستقبلٍ تساهمونَ بابتكارِهِ.

شكراً..