حفل تخريج طلبة المدينة التعليمية 2012

الدوحة, 08 مايو 2012

الحضور الكريم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الخريجات والخريجين الأعزاء..

يسرُّني أنْ أشهدَ اليومَ حفلَ تخريجِ الدُفعةِ الخامسةِ من طلبةِ المدينةِ التعليمية بُعَيْدَ الذكرى الخامسةَ عشرةَ لتأسيسِ مؤسسةِ قطر.. ذكرى البداياتِ الطموحةِ.. ذكرى الغرسِ الأوّلِ الذي نسعَدُ بقطافِهِ اليومَ بكم ومعكم.

أهنّئُكم لأنكم تحملونَ مِشعلَ القِيــمِ التي تعلمتُموها، وأنتم تسيرونَ برؤيةِ مؤسسةِ قطر نحو آفاقِها المُرتجاة محلياً وعربياً وعالمياً..اني أرى فيكم آفاقَ مستقبلٍ جديدٍ لطالما أشغلَني بالتأسيسِ لهُ مِن خلالِ تقديمِ التعليمِ النوعي باعتبارهِ المنطلقَ الأساسَ الذي يقودُ إلى إرساءِ الركائزِ التعليميةِ والعلميةِ والثقافيةِ لبناءِ مستقبلٍ جديدٍ.. مستقبلٍ جديرٍ بأنْ نُشِيِعَ مثالَهُ في العالم.

وإنَّ لمِنَ الأهميةِ البالغةِ أنْ ندركَ أننا نعيشُ في عالمٍ واحدٍ لا تتجزّأُ معارفُهُ ومصالحُهُ ومستقبلُهُ، ولكي نكونَ في صميمِ الحوارِ الكونيِّ المعرفي، حضارياً وثقافياً، استثمرْنا تبادلَ المصالحِ الماديّةِ والمعرفيّةِ خيرَ استثمارٍ مع مختلفِ البلدانِ التي تجمعُنا معها الرغبةُ في عولمةِ العلمِ والتنميةِ المستدامة وإشاعةِ قيمِ الخيرِ والتسامحِ والسلامِ في عالمٍ ينبغي أن يكونَ فيهِ التعليمُ والرعايةُ الصحيّة حقّاً للجميع، لأنَّ الحصولَ على تعليمٍ جيدٍ ورعايةٍ صحيّةٍ جيدةٍ يُهيّئُ أرضيةً مناسبةً للازدهارِ التنموي ويدعمُ قيمَ التعايشِ السلمي.

ولكي نبنيَ مجتمعاً تسودُهُ المعرفةْ، وتتكاملُ فيه عناصرُ التنميةِ الكفيلةِ بتحقيقِ النهضةِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ وبالتالي الحضارية، وهو ما تسعى الدولةُ لتحقيقهِ في قطر، تعيّنَ علينا أن نعمّقَ الشراكاتِ الاستراتيجيةِ مع المؤسساتِ التعليميةِ العريقةِ في العالمِ لإرساء بِنيةٍ تحتيةٍ للتعليـمِ في قطر بمعاييرَ عالميةٍ متطورةٍ، مع حمايةِ الهويِّةِ المتجسّدةِ في تلازمِ ثلاثيّةِ: اللغةِ والدينِ والثقافة.

وهنا لابدَّ من التأكيدِ على إنّ العلاقةَ بين المؤسساتِ الجامعيةِ وسوقِ العملِ علاقةٌ تكامليةٌ قائمةٌ على رؤيةٍ استراتيجيةٍ مشتركةٍ تضمنُ متانةَ الاقتصادِ ونجاحَ التنميةِ المستدامةِ وفتحَ آفاقٍ جديدةٍ في مجالاتِ العملِ والتشغيل.

وبين هذا وذاك، يتوجّبُ علينا أن لا نغفلَ حقيقةَ أنَّ الأهدافَ الخيّرةَ تبقى في مكمنِها إذا لم يقترنْ السعيُ لتحقيقها بإرادةٍ إبداعيّةٍ خلاّقةٍ قادرةٍ على تخطّي الصعابِ وترويضِ التحديّاتِ التي تعترضُ سبيلَها. فلم تتحقّقْ أيّةُ نهضةٍ في العالم بخطٍّ مستقيمٍ دونَ عوائق، ونحن جزءٌ من هذا العالمِ، نستفيدُ من تجاربِهِ ونعالجُ خصوصيتَنا بخصوصيةٍ أيضاً. وما يميّزُنا ربما عن سوانا أنّنا نعيشُ الحاضرَ بأفكارِ المستقبل .

أيّها الأبناء الأعزّاء..

لقد قَطَعتم المسافةَ بنجاح : من مؤسسةِ قطر إلى دولةِ قطر والعالمِ، لتساهموا برؤيةٍ مستقبليةٍ في بناءِ وتمتينِ ركائزِ النهضةِ الحديثة. ومثلما كنتم طلبةَ المدينةِ التعليمية، ها أنتم الآنَ خِرّيجوها، ولا أريدُ لهذا اللقاءِ أن يكون وداعاً بل بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ.. ومثلما صَنَعنا لكم آفاقَ مستقبلٍ جديدٍ تحثّونَ الخطى نحوَهُ، تنتظرُ منكم الأجيالُ القادمةُ أن تصنعوا لها مستقبلاً مماثلاً. 

إنَّ الغدَ هو غدُكم، لا تدعوهُ يباغتُكم بل بادروه واذهبوا إليه.

تمنياتي لكم بالسَدادِ والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...