اجتماعات الفريق الرفيع المستوى للأهداف الإنمائية للألفية

نيويوك, 22 سبتمبر 2010

حضرة السعادة، دعاة الأهداف الإنمائية،أيها السيدات والسادة،

يشرفني أن أقبل التحدي بأن أكون داعية للأهداف الإنمائية للألفية. إننا جميعا ندرك جسامة التحدي الذي نواجهه.وكل الدلائل تشير إلى أن فشلنا في إنجاز مهمتنا يعني أننا لن نبلغ الأهداف الحيوية المحدَّدة لعام 2015.

السيد الأمين العام،

أنا أشاطركم الرأي بأن تقدما قد أُحرز لكني آمل في أن توافقوني الرأي أيضا بأن الحفاظ على هذا التقدم ليس كافيا.

فعلى سبيل المثال، إذا استمرت الاتجاهات الحالية على ما هي عليه، سيتعذر بلوغ أحد الأهداف الإنمائية للألفية وهو تعميم التعليم الابتدائي، حتى عام 2040. إن هذا التقييم يثير قلقا بالغا لدي بصفتي داعية الهدف 2 من الأهداف الإنمائية للألفية.

إن شغفي هو توفير التعليم للجميع، بصرف النظر عن الجنس أو المكان أو الظرف.

لقد انخرطتُ علنا في رفع شأن القضايا التربوية عندما أدركت أننا لن نتمكن أبدا، ما لم نُدخِل إصلاحات رئيسية في قطر، من تحقيق التغييرات السياسية والاجتماعية وضمان الاستدامة الاقتصادية لبلدنا.

لقد فتحت هذه الإصلاحات في قطر عينيَّ على ضرورة التركيز، على المستوى العالمي، على الدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق التنمية العادلة.

وما برحتُ، من خلال عملي في اليونسكو وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، أركز على التعليم باعتباره عنصرا رئيسيا من عناصر الاستراتيجيات الإنمائية لا سيما في البلدان المتضررة جرّاء الحروب.

ولدى زيارتي مواقع المشاريع التعليمية التي ننفذها في أماكن متفرقة كالعراق واليمن وموريتانيا، أُعجَب دائما بكيفية تسخير الشباب أدوات واستثمارات بسيطة تتيح لهم تحقيق تغيير جذري في حياتهم. فكل ما يحتاجون إليه هو إتاحة فرصة لهم، وكل ما نحتاج إليه هو أن نتخذ موقفا مِقداما وأن نسأل أنفسنا أسئلة صعبة:

هل نحن مستعدون لحماية المدرِّسين في العراق الذين يتعرضون للخطف والقتل؟

هل نحن مستعدون لضمان عدم حرمان طلاب غزة من اللوازم التعليمية؟

هل نحن مستعدون لضمان عدم طرد أي طفل في أفغانستان، فتى كان أم فتاة، يرتاد المدرسة ويحمل حقيبته؟

التعليم هو المفتاح الذي يحرر الطاقات لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية للجميع. فالشخص المتعلم هو مواطن مستقل وسليم صحيا ونشط.التعليم مصدر للأمل والتفاهم، فهو يعزز التسامح ويضمن عدم وجود شباب واهم يجوب الشوارع بحثا عن إجابات من خلال الأيديولوجيات المتطرفة.وإلا لكان القول المأثور لفيكتور هوغو "من يفتح مدرسة، يغلق سجنا" كلاما بكلام.ولكن للأسف، جميع أبواب تلك المدارس في المناطق المتضررة جراء النزاعات مغلق.

والخطير في الأمر هو أن واحدا من كل ثلاثة أطفال في الدول المتضررة جراء النزاعات أو الدول الضعيفة، هو خارج المدرسة مقارنةً بطفل واحد من كل 11 طفلا في بلدان أخرى منخفضة الدخل.

إن من يهاجمون التعليم ويعرقلون الحصول عليه هم أعداء الحضارة ويشكلون عقبة أمام الحق في التعليم. لقد أثلج قلبي بالأمس سماعي الخبراء وممثلي وكالات الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للمجتمع المدني يؤكدون التزامهم بضمان اعتبار حماية التعليم من الهجوم مسألة حيوية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

واليوم، سنبدأ، زملائي الدعاة وأنا، بوضع التفاصيل المتعلقة باتخاذ إجراءات قابلة للقياس لتحقيق أهدافنا. وينبغي لنا أن ننظر في المبادرات القائمة ونبني عليها.

إن العديد منكم مثلا على علم بالعمل الذي يقوم به تحالف الحضارات الذي يشارك في ترؤسه رئيس الوزراء ثاباتيرو.

وأنا أود أن أضمن جعل أهداف التحالف التي تشمل السلام والازدهار والتلاقي الثقافي، أهدافا رئيسية أيضا للأهداف الإنمائية للألفية.

فمن دون تحقيق العدالة سيظل السلام والأمن والتفاهم وهما.لذا، أدعوكم إلى العمل معنا بغية تحقيق مشروعَيْ الأمم المتحدة هذين بما يخدم الخير العام.

الأمين العام،الرؤساء المشاركون،زملائي دعاة الأهداف الإنمائية،

دعوني أكرر، بسبب معرفتنا جسامة التحدي الذي ينتظرنا، لا نتوقع تحقيق مهمتنا ما لم نكن مستعدين للعمل.