اجتماع مجموعة دعم الأهداف الإنمائية للألفية

نيو يورك, 25 سبتمبر 2014

صباح الخير

عندما أوكل إلي سعادة الأمين العام هذه المهمة، كانت بالنسبة إلى مصدر إلهام لأبذل ما في وسعي كي يحظى 58 مليون طفل من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بفرصة التعليم في جميع أنحاء العالم.

فمعظم هؤلاء الأطفال مهمشين ويعيشون إما في أحياء فقيرة، أو في مخيمات اللاجئين، أو في أماكن نائية. ومع ذلك، فإنني أحسست بالأمل الذي يعتريهم في تلك الأماكن.

لقد سبق لي أن زرت قطاع غزة، واعتقدت أنني سأجد شباباً يملؤهم الغضب والإحباط، لكنني وجدت على العكس من ذلك شباباً تفيض أعينهم بالأمل. ورأيت الأمل في أطفال بنغلادش وهم عازمون على التعلُّم. يفتخرون بأقلام الرصاص الثمينة التي صنعوها بأنفسهم من القمامة. ووجدت الأمل في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو، في أطفال تسكنهم البهجة، وتغمرهم الحياة بكل إمكاناتها، أطفال عازمون على بناء حياة جديدة يسودها الأمن وتنعدم فيها الجريمة.

هؤلاء الأطفال هم أملنا، ومصدر إلهام لبرنامج "علِّم طفلاً" الذي أطلقناه قبل عامين. هدفنا هو أن نجعل أملهم يتحقق وينتشر.

ووجدنا حلولاً محليةً خلاَّقةً حاولنا جاهدين تعميمها وتوسيع نطاقها ما أمكن ذلك. ونحن نعمل بالتعاون مع المجتمعات المحلية على التغلب التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات. فالتغلب على هذه التحديات هو السبيل الوحيد لتمكين الأطفال من الالتحاق بالمدارس، وجعلهم يواظبون على مواصلة تعليمهم.

لقد التزم برنامج "علِّم طفلاً" الآن بدعم 2.5 مليون طفل في 33 بلدا، ووضعنا نصب أعيننا الوصول إلى 10 ملايين طفل بنهاية العام الدراسي 2015-2016. ومع ذلك، يعتين على الآخرين مشاركتنا في رؤيتنا هذه تجاه التعليم باعتباره أداةً رئيسية للتغلب على التحديات التنموية الأخرى. 

وخير دليل على ذلك،أن التعليم الأساسي يرتقي بمخرجات الصحة، ويقلل من الانخراط في الصراعات، ويعزز فرص العمل، فضلاً عن زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلدان.

إننا نعي جيدا أننا إذا وفرنا التمويل والالتزام الكافيين، فإننا سنجعل قضية الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أمراً من الماضي. 

لكن، ما لم يتم تعميم التعليم الابتدائي، فإن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس سيشكلون نقصاً لا يغتفر في استثمار رأس المال البشري، الشيء الذي يحول دون تحقيق الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية للدول.

وفي الختام، أعرب عن عظيم شكري لسعادة الأمين العام للأمم المتحدة على تكليف كلِّ واحدٍ منا بهذه المهمة البالغة الأهمية.

فالبنسبة إليَّ هذه المهمة لم تكتمل بعد.

شكراً على إصغائكم