غداءٌ مع الشيخة موزا بقلم: رولا خلف

الدوحة، قطر, 10 يوليو 2015

لطالما اشتهرت موزا بنت ناصر المسند بخصوصية ذائقتها في اختيار أزيائها. وبعباءاتها الفخمة التي تلامس الأرض، وخِمارها الأنيق، وملابسها الزاهية التي يتمازج فيها الشرق والغرب، برزت هذه المرأة، ذات الستة وخمسين عاماً، كعضوٍ مرموق في الأسرة الحاكمة في قطر، وواحدةٍ من أكثر النساء سحراً في العالم.

ومع ذلك، تدخل الشيخة موزا إلى النادي بمدينة الدوحة وهي ترتدي السواد، باستثناء بريق الطبقة الزرقاء الرمادية السميكة الموضوعة فوق أهداب عينيها. لاحظتُ وأنا أصافحها أنّ لمسة الشيخة موزا تبدو على مظهرها: حيث العباءة، الزي التقليدي في الخليج المحافظ، مفتوحة قليلاً وتتماوج حولها. أما خِمارها فقد لفَّته بطريقة غير رسمية، لتظهر خصلةٌ من شعرها. ولما أخبرتها أنني كنت أنتظر دخولاً أكثر فخامة، أجابتني: "هنا، هكذا هو لباسي"، وبحس الدعابة قالت "أما كان يجدر بنا تناول الغداء في لندن؟".

الشيخة موزا، كما تُكنّى في قطر، تتصدر عناوين الصحف بما يعكس قوتها في هذه الدولة النفطية الصغيرة، ودورها في الطموحات الكبرى لقطر، بدءاً من التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد نتيجةَ صادراتها الهائلة من الغاز الطبيعي المسال إلى شغف الدوحة بالسياسة والاستثمارات الخارجية. ففي لندن وحدها تمتلك قطر محلات هارودز وبرج شارد. وباعتبارها حرم أمير قطر السابق، ومن خلال عملها في مؤسسة قطر، إمبراطورية التعليم الآخذة في التوسع، جسّدت الشيخة موزا سعي البلاد نحو نفوذ عالمي،

اختار لنا معاونوها طاولة قرب النافذة، بينما جلسوا هم بعيداً عنا. جلست الشيخة موزا مقابل المنظر المطل على الحديقة حيث يزرع فيها المطعم خضروات عضوية خاصة به. إنه كافٍ تماماً، فالمطعم، المصمم على هيئة هلال، بصالة حديثة بسيطة ذات أرضية خشبية، هو جزء من نادي للفروسية تبلغ مساحته 980 ألف متر مربع ويتبع لمؤسستها. 

ألقينا نظررة على قائمة الطعام، واخترنا معاً الدجاج وسلطة الأفوكادو، وكانت دون رقائق البيتا لأن الشيخة تتبع حمية غذائية خالية من مادة الغلوتين. والمشروبات الكحولية غير متاحة ولا تقدَّم إلا في الفنادق فقط. وطلبت الشيخة عصير توت العُلَّيق والليمون بنكهة الخزامى، في حين طلبت أنا قارورة ماء معدني من نوع "بيليني".

ورغم مُضِيِّ عامين على تنحّي زوجها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن الحُكم لابنه وولي عهده الشيخ تميم في مشهدٍ صادمٍ لنظرائه العرب، فإن الشيخة لا تزال الوجه الأكثر حضوراً في دولة قطر. ففي الوقت الذي كان يُعتقد أن هذا التوريث حدثٌ مباركٌ بالنسبة للشيخة، لأن تميم هو أحد أبنائها السبعة، ولزوجها الأمير أبناء من زوجاته الثلاث، بَيْدَ أنها اختارت بعد ذلك أن تخفّف من حضورها، بالرغم من وجود تأويلات بأن زوجها، الملقب حالياً بالأمير الوالد، لا يزال يدير السلطة من وراء الكواليس، إلّا أن الشيخة تُصر على أنه يستمتع بتقاعده، فهو "عنده مكتبه ويتابع أموره الخاصة"، كما "أنه كثير السفر حالياً لأنه يحب هواية الغوص والسباحة".

فهل يا تُرى تفتقد تواصلها المباشر مع قادة العالم والسيدات الأولى؟ فقد تم الكشف في الآونة الأخيرة عن رسائل إلكترونية لهيلاري كلينتون تعود إلى عام 2009 وتقدم نظرةً عن المناورات الدبلوماسية للشيخة من خلف الكواليس. ومن بين ما كشفت عنه هذه الرسائل أن شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق قد أثرت على هيلاري كلينتون، التي ستصبح فيما بعد وزيرة الخارجية الأمريكية، بهدف عقد لقاءات "نسائية" مع الشيخة. وتشير هذه الرسائل إلى أن الشيخة قد أرادت من ذلك توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

من الصعب تصديق الأمر، فالشيخة موزا تزعم أنها لم تفتقد وضعها كسيدة أولى، مؤكدةً أن حضورها على الساحة لم يكن رسمياً بكل ما للكلمة من معنى، وقالت "ربما الشيء الذي تغير هو الزيارات الرسمية مع زوجي، مضيفةً: "لا أعتقد أن هذا ما أفتقده لأن ما أستمتع به غالباً هو عملي كناشطة اجتماعية".

إن النشاط الاجتماعي الذي تقوم به الشيخة موزا ينال تقدير الدبلوماسيين الأجانب الذين يلتقونها ويُثنونَ على قوتها الهائلة. لكن بعض العرب منزعجون من استعراض قطر لنفوذها، ومن المشاركة المفترضة للشيخة موزا في صنع القرار السياسي في هذه الدولة الصغيرة والمثيرة للجدل.

لطالما احتلت مؤسسة قطر، التي تحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لتأسيسها، بمكانةٍ محوريةٍ في طموحات الشيخة موزا، فقد سعت إلى جعل دولة قطر قُطباً تعليمياً من خلال جلب مؤسسات كجامعة جورج تاون وكلية طب وايل كورنيل في الولايات المتحدة، وكلية لندن الجامعية. وأخبرتني أن "هوسها" بالتعليم قد كرَّسه فيها والدها، وهو رجل الأعمال الذي أُرسل إلى السجن ثم إلى المنفى عقِبَ خلافه آنذاك مع الحاكم، الذي كان على ما يبدو جدُّ زوجها.

قالت لي الشيخة موزا: "لقد قام والدي بتعليم نفسه عندما كان في السجن قبل أن يُرسل إلى المنفى، لذلك نحن نقدر التعليم ونعتز به". لقد ارتادت المدرسة في مصر، وكانت تطمح أن تصبح دكتورة قبل الزواج من الأمير. لكنها لاحقاً حصلت على شهادتها الأولى في علم الاجتماع من جامعة قطر، وأكدت لي أن التعلُّم لا يجب أن يتوقف في أي مرحلة من مراحل العمر.

في الحقيقة فقد نالت الشيخة موزا الماجستير في السياسة العامة في الإسلام من جامعة حمد بن خليفة في الليلة التي سبقت غداءنا، وأرتني خاتم تخرجها. وعن عودتها إلى الفصول الدراسية قالت: "كنتُ أعتقد أن من المهم أن نرى كيف تسير الأمور على الجانب الآخر، من خلال حياة طالب". اعتقدتُ أنها لم تحضر الفصول الدراسية ولم تقم بكتابة البحوث. أجابتني: "يمكنك طرح الأسئلة.. فقد كنتُ ملزمةً باختيار يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع [لحضور الفصول الدراسية] وقضيت ثلاثة أعوام ونصف العام للحصول على الماجستير". سألتها أعطني مثالاً واحداً عن تجليات السياسة العامة في الإسلام؟ أجابتني موضحةً أن الأماكن العامة في البلدان الإسلامية يمكن تصميمها بشكل مختلف للحفاظ على التقاليد.. واعترفت أنها لا تزال غير متمكنة تماماً من صلب الموضوع.

وعطفاً على طبيعة عمل مؤسستها، اقترحتُ عليها أنَّ إرسال القطريين للتعلُّم في الخارج قد يكون أوفرَ بكثيرٍ من إنفاق المليارات من الدولارات لجلب فروع الجامعات الأجنبية إلى الدوحة. تساءلتُ "هل هذه المؤسسة أكثر من مجرد مشروع للتفاخر؟". أجابتني بأن المؤسسة لم توجد أبداً لتعليم "القِلَّة" من الأفراد.. بل "تتمثل رؤيتها في بناء بنية تحتية لمجتمع قائم على المعرفة". وقالت بأنها لا تعير اعتباراً للصورة الكبرى، وذكرت عدداً من المشاريع البحثية التي تنخرط فيها الجامعات الغربية بالتعاون مع المستشفيات المحلية والأجهزة الحكومية. وقالت" "أنا بصدد إنشاء منظومة بيئية تحتاج إلى ركائز، وهذه الركائز هي الأكاديميات والمؤسسات البحثية".

لمَّحتُ إلى الانتقاد المتكرر لقطر، ولاسيما أن السعي وراء المعرفة وتعزيز التفكير النقدي يُمثل تناقضاً صارخاً في هذا البلد الذي لا يزال بلداً استبدادياً، حيث وسائل الإعلام تخدم التوجه الحكومي. ففي الوقت الذي تدعي قطر تعزيزها للديمقراطية في جميع أنحاء العالم العربي، فإن مركز الدوحة لحرية الإعلام، الذي دعمته الشيخة موزا، قد تداعى وسط اتهامات بأن المسؤولين القطريين هددوا استقلاليته. كما أن شاعراً يقضي حكما بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة إهانة الأمير.

أشارت الشيخة إلى أن على العالم أن يكون صبوراً مع قطر، وقالت: "أنا أوافقك الرأي بأن الإعلام لم يتطور على النحو المطلوب، غير أن الأمور تتغير، ربما ببطء، لكن بثبات. نحن ندرك بأن التغيير قادمٌ لا محالة، ولكننا نحاول إدارته كي نمكن شبابنا من فهمه والتعامل معه".

أخبرتها أنني متفاجئة من أنها لم تناضل من أجل قضايا المرأة في العالم العربي، وسألتها ما إذا كان ذلك أمراً في غاية الحساسية؟ أجابتني: "يجب ألَّا نستهدف فئةً معينةً من المجتمع والتركيز عليها... إذا أردتِ تعليم النساء ينبغي عليك أيضاً تعليم الرجال. فإذا كان لديك رجالٌ متعلمون فإنهم سيمكنون بدورهم المرأة من التعليم". أخبرتها بأن الفاينانشال تايمز عندما كتبت عنها بعد تخلي زوجها عن السلطة، انتقدنا بعض القراء في تعليقاتهم حول الموضوع لأننا وصفنا قطر بالدولة "الحديثة"، نظراً لأن الشيخة موزا هي الزوجة الثانية لرجل متزوج من ثلاث نساء في الآن نفسه.

بدا انزعاجها واضحاً من الانتقادات، لكنها لم تظهر أي موقف دفاعي. وأجابتني بأن لا أحد يمتلك الحق في فرض مفاهيمه الثقافية على الآخرين، وقالت: "أنا إنسانةٌ أتمتع بحق التعلُّم والحصول على الحياة العامة.. أما ارتداء الحجاب أو أن أكون الزوجة الثانية فلا يمنعني من القيام بذلك، ولا يحول دون تقدمي. فأنا أحترم الزوجات الأخريات، وأولادهن بمثابة أولادي".

مهما اعتقد الغرباء، فمن الصعب على الكثيرين في الخليج التقبُّل أن الشيخة موزا وزوجها لم يسلكا مساراً متعمداً للبروز. ومن الناحية العملية فإن قطر قامت بأعمال صادمةٍ ومزعجةٍ لجيرانها، إمَّا عبر نهجِ سياسات متضاربة، كإقامة صداقات مع جماعات عربية متشددة ومع إسرائيل في الوقت نفسه، أو عبر استخدام قوة قناة الجزيرة التي تمولها الدولة لمهاجمة الدول العربية الأخرى.

ألحَّت الشيخة موزا على أن التصرف كالسيدة الأولى لدولةٍ غربيةٍ لا يعني وجود خطة كبرى لخلق انطباع كبير أو خرق المحرمات "كل شيء تمَّ على نحوٍ طبيعي، فلم تكن هناك استراتيجية لكسر [التقاليد]. زوجي يؤمن بي، وبعملي، وبقدرتي على تغيير الأمور، والاشتراك معه في القيام بأدواره، وقد أتاح لي حيِّزاً للقيام بذلك".

وعلى نطاق واسع كان هناك افتراض بأن الشيخة اشتركت، إن لم تكن شجعت زوجها وحمسته للثورات العربية عام 2011، لاسيما دعمه للإسلاميين في مصر، حيث ترعرعت الشيخة، وفي ليبيا حيث كان والدها يعمل (رغم إصرارها على أنها لا رأي لها في سياسات زوجها). ولعل هذا هو ما حرضه ضد المملكة العربية السعودية وعزله في منطقة الخليج. فعندما اندلعت الانتفاضات أصبحت الشيخة موزا هدفاً رئيساً للتهجم على قطر من قبل المصريين المؤيدين للانقلاب الذي أطاح بالحكومة الإسلامية.
ورغم تلاشي آمال التغيير في العالم العربي، وحلّت محلها غالباً حالة من الفوضى، فإن للشيخة موزا وجهة نظر تفاؤلية بشأن الانقسام في الشرق الأوسط، مضيفةً: "بطبيعة الحال من المحزن أن يعاين المرء ذلك، فهذا أمرٌ مؤثرٌ جداً، ومع ذلك فإن الأمل يحذوني بأن الأمور ستتغير. هناك إخفاقات، لكن [تداعيات الثورات] لم تنتهِ بعد". ولما أحسَّت بِحَيْرَتِي من تفاؤلها، تابعت قولها: "أرى أن الربيع العربي لا يزال صداه يُدوِّي في عقول الناس وقلوبهم".

وبعد صعود مثير، تعرضت صورة قطر للتجريح في الآونة الأخيرة. ولا شك أن مزاعم الفساد التي يواجهها ملف تنظيم كأس العالم 2022 (التي تنفيها الشيخة موزا بشدة) يُمكنُ أن تسحب تنظيم هذه البطولة من الدوحة. وما زاد من حدة هذه الضغوط هي الاتهامات بالمعاملة غير الإنسانية التي يتعرض لها العمال المهاجرون. وعلاوةً على ذلك فإن الشيخة موزا قد تعرضت في وسائل الإعلام البريطانية للانتقاد بشأن محاولتها تحويل قائمة من المنازل المُصنَّفة في لندن إلى قصر واحد، حيث أخبرتني أنه كان مشروع ابنها تميم ولا تفكر أبداً في أخذه.

وفي جميع الأحوال، أخبرتني الشيخة عندما اشترى أرستقراطي فرنسي قصراً بريطانياً، صوَّرته وسائل الإعلام كأنه منقذ للتراث البريطاني، لكن عندما يشتري أمير عربي بنايةً مُصنَّفةً، يُنظر إليه كأنه مُدمِّر للثقافة البريطانية، "بالنسبة لي هذا هو النفاق بعينه".

إن الصورة النمطية للمال العربي الغبي يثير حنق الشيخة موزا والأسرة المالكة، حيث قالت لي: "يتم تصويرنا في وسائل الإعلام كأغنياء لديهم الكثير من المال ولا يعرفون ماذا يفعلون به. لقد أنعم الله علينا بهذه الثروة ونعرف كيفية التصرف بها". إن عدداً كبيراً من القطريين يعتقد أن لجيرانهم الخليجيين يداً في الجدل الدائر حول بلدهم، وقد ارتأت الشيخة موزا أن تخبرني عن وجود حملة متناغمة ضدها وضد دولة قطر، وأن كل الهجمات كانت مرتبطةً ببعضها، مهما اختلفت موضوعاتها، وقالت: "لماذا تُسلَّطُ علينا الأضواء هكذا فجأة؟ إننا نفهم أن هذا قد تم وفقا لأجندة معينة".

في مايو، أُدينت دولة قطر مرة أخرى من قبل منظمات حقوق الإنسان للتقدم البطيء في الإيفاء بوعودها لوضع حد للانتهاكات التي تعاني منها العمالة الوافدة. وأخبرتني الشيخة موزا أن مؤسسة قطر وضعت ميثاقاً تعمل الحكومة حالياً على اعتماده في الدولة جميعها. وتساءلت الشيخة لماذا اختيار قطر لوحدها؟ في محاولة منها لتغيير الموضوع إلى أرضية نقاشٍ مريحة. وتساءلَتْ عن الكيفية التي يُعامل بها المهاجرون في أوروبا؟ ففي هذه اللحظة التي نتناول غداءنا يجري جدل حاد في أوروبا بشأن مئات المهاجرين الذين غرقوا في البحر الأبيض المتوسط. وماذا عن المعاملة "المحزنة جداً" التي تتعرض لها الأقليات المسلمة في أوروبا؟.. "أنا أعتقد أن المشكلة هناك أعظم بكثير من مشاكل المهاجرين في قطر، فعلى الأقل بمقدور مهاجرينا الذهاب والإياب. . . لكن المهاجرين هناك [في أوروبا] هم جزءٌ من مجتمعاتهم، ويتعرضون للمعاملة السيئة".

ونظراً لأن الشيخة كانت تأكل طعامها، قررتُ التروي قليلاً لأعطيها متسعاً من الوقت، وأيضاً لأن ذبابة مزعجة أَبَتْ إلاَّ أن تشاركني سلطتي. وخلال ساعتين من الزمن ظلت الشيخة تحاول مراراً إثارة موضوع التعليم. فالشائعات الرائجة في الدوحة عن محاولات الضغط الذي تتعرض له مؤسسة قطر من قبل حكومة ابنها الجديدة باعتبارها إحدى المؤسسات المبذرة لموازنة الدولة، حتى إنَّ بعضهم توقّع نهاية لمرحلة الشيخة موزا بصفتها رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة.

أخبرتني أنها سمعت بعض الشائعات، وقالت إن تميم قد زار حرم المؤسسة قبل بضعة أشهر لوضع حد لأي اقتراح بتقليص الدعم. وأخبرتني أن ترشيد الموازنة كانت فكرتها هي، "أردتُ أن يفهم الجميع أن المؤسسة لم تعد حساباً مفتوحاً. . . فعندما بدأنا المؤسسة لم نكن نعرف كم ستكلفنا، أما اليوم فإننا نعرف ذلك".

أطباق سلطتينا فَرَغتْ، واقترح علينا الطباخ الفرنسي حلوى خاصة أعدها من التوت، الخالي من الغلوتين، والشوكولاته المُزينة بسعفة ذهبيةٍ، وكان مذاقها رائعاً. طلبت فنجان قهوة اسبرسو، وبعد 10 دقائق طلبت الشيخة فنجاناً مماثلاً.

أردتُ أن أعرف المزيد عن الموضة. فقد أطلقت الشيخة موزا مجموعة قطر للرفاهية التابعة لمؤسسة قطر وتحمل علامة تجارية محلية اسمها "كيلا"، وذلك لتشجيع الخريجين في مجال تصميم الأزياء. وأخبرتني أنها هي التي تختار ملابسها بنفسها، وأنها أحيانا تحب العمل مع كبار المصممين لملابسها، وقالت: "إنه بمثابة راحتي النفسية، فعندما أكون منهكة، أذهب إلى غرفة ملابسي وأحاول انتقاء الملابس وضبطها. ليس لدي مصمم لأنني لن أجد أحداً يفهم ما أريد".

لم ترغب في الكشف عن مصممها المفضل، وأخبرتني أن أسلوبها المفضل يُعوِّضها عن المصمم: "أسلوبي هو أن يكون لباسي عصرياً وعملياً، وفي الوقت نفسه يحترم التقاليد".

وماذا عن الأحذية؟ طلبت منها أن تُريني مَن الذي صنع حذاءها ذا الكعب العالي. فاضطرَّت أن تُخرج رجلها، فإذا به من صنع جيانفيتو روسي. وقالت أن الحذاء بسيطٌ وعملي جداً، ومصنوعٌ خصيصاً لها. ولأنها من الأسرة الحاكمة، كان بوسعها أن تشتري الحذاء بألوان مختلفة.