إطلاق مبادرة التعليم أولاً

نيويورك, 26 سبتمبر 2012

السيد الأمين العام للأمم المتحدة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة

ثمّة 61 مليون طفل عبر العالم خارج المدرسة. وهذا الرقم يفوق عدد جميع طلبة المدراس الإبتدائية والثانوية في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر. وما يقرب من نصف هؤلاء يعيشون في مناطق النزاعات، ويعملون أحياناً دون أن تتوفر لهم فرصة دخول المدرسة.

إن فقدان فرصة التعليم يعكس مأساة حقيقية وتهديداً لحياة الضحايا الذين لا تُسمع أصواتهم الآن. وقد يعني هذا خسارة المستقبل. وربما تكون هناك جرائم كبيرة كهذه، ولكن بالتأكيد لا جريمة أكبر من تلك. إنها أكثر دوّامات الشر شروراً.

إن إنعدام فرص التعليم يعني انعدام فرص العمل، وانعدام فرصة العمل يعني غياب الدخل، وغياب الدخل يعني بدوره انعدام فرص التعليم. وبالتالي فإن تدمير التعليم في منطقة نزاع يدّمر فرص المجتمع بالإزدهار.

وإننا لنعلم أن الأطفال المحرومين من التعليم في مناطق الصراع معرّضون لتجنيدهم في جيوش أو ميليشيات بشكل أو بآخر. وهذا هو منطق العنف في أوضح صوره، وأكثرها وحشية.

وقد حان وقت التحرّك، وحتى نفعل ذلك، سيواصل الجناة إيذاء الأبرياء.

ولكنني أعلم أننا نستطيع التغيير.

إنّ عقدين من مشاركتي في برامج التعليم عبر العالم علّمتني القدرة على التدخلات البسيطة نسبياً – مثل توفير المنح الدراسية للشباب في غزة لتمكينهم من الحصول على التعليم الجامعي. أو ما نفعله بالتعاون مع اليونسكو من إعادة تصميم للمناهج الدراسية في العراق، والتي نأمل ونؤمن بأنها ستحرز تقدماً حقيقياً في التوافق بين مختلف الجماعات العرقية والدينية وتضميد جراح الحرب.

وما تعلّمناه من كل هذا وذاك هو أننا حيثما نجد الأطفال نجد الأمل. والأمل هو في ما تعلمناه، وهذا هو أكثر الدروس تواضعاً.

لقد بدأ العالم بالالتفات إلى هذه القضية. وقد التزمَ الأمين العام بحماس منذ فترة طويلة بمساعدة هذا الجيل المنسي، والأطفال المحرومين من المدرسة بما يتعيّن علينا الآن إخراجهم من مخابئهم وإعادتهم إلى الصفوف المدرسية. لقد عايشتُ التزامه بشكل مباشر، وإنني لأحييه بحرارة وأشكره على ذلك.

"التعليم أولاً" مجرّد خطوة أولى في رحلة شاقة، بَيْدَ أنها الخطوة التي نخطوها معاً اليوم. وها هو العالم على وفاق ليضع على رأس جدول أعماله إعادة التعليم إلى مكانه الصحيح. نعم، سنحتاج أموالاً، وسنحتاج موارد، ولكن جلَّ ما نحتاجه هو الفهم الحقيقي والعزيمة الصادقة والعمل.

السيدات والسادة،

في نوفمبر المقبل، سنستضيف بالدوحة مؤتمر القمة العالمي السنوي الرابع للابتكار في التعليم. وسأطلق حينها مبادرة مهمة جديدة بمثابة خطوة عملية وقوية نحو إدخال 61 مليون طفل إلى المدارس. ومن هنا أحثّكم على مشاركتي. وهذا هو التحدي الفعّال والفوري لأولئك الذين سمحوا لهذا الموقف أن يحدث.

لكل أولاءِ الذين يجتمعون اليوم هنا، من بين آخرين كُثر، دعونا أن نكفّر عمّا جرى لهذا الجيل المنسي.

دعونا نضع التعليم أولاً.

شكراً لكم.