قصر ضيافة الدولة في كيوتو

كيوتو, 23 أبريل 2014

سعادة المحافظ يامادا، 

أصحاب السعادة، 

الحضور الكرام

يسعدني أن أشكرَكم على ملاحظاتِكم الترحيبيةِ القَيِّمَة وإنه لشرفٌ عظيمٌ أن يحظى المرءُ بمثلِ هذا الترحيبِ الحار في كيوتو،هذه المدينةِ الجميلةِ والفريدةِ من نوعِها، التي أؤمنُ أنها تجسّدُ كثيراً مما يجعلُ اليابانَ أمةً عظيمةً ومزدهرة، مدينةٌ تعتزُ بتراثِها وتقاليدِها الرائعة وفي الوقتِ نفسِهِ تحتضنُ بكلِّ معاني الانفتاح، سبلَ الابتكارِ والتكنولوجيا في غمرةِ تطلّعِها نحو المستقبل. 

وهذا الأمرُ نفسُهُ ينطبقُ على ما يجمعُ اليابانَ وقطر من الأواصرِ والروابطِ، التي كانت في بدايتِها علاقاتٍ مبنيةً على أسسٍ متينةٍ في مجالاتِ التجارةِ والطاقةِ والأعمال، وتمكنَّا من بناءِ صداقةٍ ناجحةٍ على مدى العقودِ الماضية، قائمةً على أسسِ الثقةِ والاحترامِ المتبادلين.

إنَّ شراكتَنا تجسّدتْ بكلِّ معانيها في صندوقِ الصداقةِ القطري الياباني،الذي أنشأَهُ صاحبُ السمو الأميرُ الوالد الشيخ حمد بن خليفة عشيّةَ كارثةِ التسونامي والزلزالِ الذي ضربَ اليابانَ في مارس 2011، كتعبير ٍ عن تعاطفِنا العميقِ مع اليابان شعباً وحكومةً.

واليوم، فإنَّ من دواعي اعتزازِ دولةِ قطر أنَّ هذا الصندوقَ قد وصلَ إلى آلافِ الضحايا في معظمِ المناطقِ المتضررةِ عَبرَ مجموعةٍ من المشاريعِ المستدامةِ في مجالاتِ التربيةِ والرعايةِ الصحيةِ ومصائدِ الأسماك. 

ونأملُ أن يتواصلَ أثرُهُ في مساعدةِ الكثيرين في التعافي من هذا المصابِ الجَلل.

ومع زيارةِ دولةِ السيد آبي، رئيسِ الوزراءِ الياباني، إلى قطر العامَ المنصرم، تَعَزَّزَ تحالفُنا وتعهّدَ بلدانا بتعميقِ تعاونِنا في مجموعةٍ واسعةٍ من المجالات بما في ذلك البنيةُ التحتيةُ والتعليمُ والأبحاثُ والتكنولوجيا الطبيةُ والتبادلُ الثقافي. 

إن لدى بلدٍ مثل اليابان الشيءَ الكثيرَ ليقدّمَهُ إلى العالم، بدءاً من نظامِهِ التعليمي المرموقِ عالمياً، ووصولاً إلى إمكاناتِهِ الهائلةِ في مجالي البحثِ والتكنولوجيا.

لقد قطعتْ دولةُ قطر أيضاً أشواطاً كبرى في الارتقاءِ بقدراتِها في مجالي البحوثِ والتنمية، حيث خصصتْ نسبة 2.8 بالمائة من ايراداتِ الدولةِ للبحثِ العلمي، فضلاً عن كونِنا نعملُ على تنفيذِ استراتيجيةِ قطرَ الوطنيةِ للبحوث، وتوفيرِ أحدثِ البنياتِ التحتيةِ التي تتطلبُها البحوث، واستقطابِ أبرزِ الباحثين والعلماءِ من جميعِ أنحاءِ العالم.

وإنني لعلى يقينٍ أن النقاشاتِ التي عُقدتْ هذا الأسبوع بين مؤسسةِ قطر والمعاهدِ اليابانية مثلَ مركزِ أبحاثِ وتطبيقاتِ الخلايا الجذعيةِ هنا في كيوتو، ستؤسسُ لمرحلةٍ قادمةٍ في علاقتِنا، مرحلةٍ يُثمرُ فيها تعاونُنا في مجموعةٍ واسعةٍ من مجالاتِ البحوثِ والتكنولوجيا المبتكرة، ويجني بلدانا منها منافعَ كبيرة.

شكرا لكم