الاجتماع رفيع المستوى حول توفير التعليم في البيئات المتأثرة بالنزاعات

نيويورك, 24 سبتمبر 2012

أن يجد طفلٌ واحدٌ نفسه خارج المدرسة هي مأساةٌ بحد ذاتها، أما أن يكون 61 مليوناً بلا تعليم فهذا أمرٌ يفوق التصوّر. ثمّة أسباب كثيرة أدّت إلى حرمان أطفال كثيرين من حقهم الطبيعي في التعليم، ولكن ربما كانت النزاعات أتعسها جميعاً.

إنّه ليؤلمنا ما يتعرض له التعليم من انتهاكات تقف حائلاً دون تحقيق مستقبل أفضل. وكأم، أتوقُ إلى إحداث فرق في هذه المسألة على الصعيد العالمي. ولعلّ اللامبالاة تجاه هذه القضية لا تقل سوءاً عن المشكلة نفسها. وبالقدر الذي فشل فيه المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات فعالة، فإن الجناة سيواصلون إيذاء الإبرياء- وملايين أخرى من الأطفال ستفقد الأمل.

لقد تمّ إحراز بعض التقدّم في إطار الأهداف الإنمائية للألفية، لكن الهجوم على التعليم وقتل المدرسين وتدمير المدارس أو تجنيد الطلبة الصغار لا يزال في تصاعد.

وعلى سبيل المثال، في الأيام القليلة الماضية أفاد صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة أن الدمار والخراب في سوريا أديّا إلى إغلاق واحدة من كل 10 مدارس، وتضرّر أو دمار 2000، ويجري استخدام أكثر من 600 كمراكز مؤقتة للاجئين.

وبالرغم من وجود حماية هامة للتعليم وفقا للقانون الإنساني الدولي في أوقات النزاع وانعدام الأمن، إلا إن ذلك لم يجرِ تنفيذه بشكل مناسب - وهو أمرٌ يتوجّب تغييره.

وفي الأسبوع الماضي، وخلال "التعليم فوق الجميع"، نشرنا دليلاً يسلّط الضوء على هذه المسألة ويساعد القانونيين، والمدعين العامين، والقضاة، والمعنيين الآخرين ليكونوا أكثر فاعلية. وهذا سيمثّل ردعاً لأولئك الذين قد يرتكبون هذه الجرائم في المستقبل، وسيضخّم أصوات الضحايا، ويستعيد حقوقهم ويمنحهم الفرصة للبدء من جديد. إنه جهد يستحق الثناء وسيكون بالنسبة لكم أداةً قوية جديدة للعدالة.

هذه بالطبع مجرد بداية. وحيث لا ينبغي أن نخدع أنفسنا بشأن حجم المهمة، ليس لدينا الحق بتجاهلها. ومع ذلك، فإن من المشجّع أن العالم أخذ عِلماً في النهاية، وأنتم ستعلمون بأن الأمين العام للأمم المتحدة سيطلق هذا الأسبوع مبادرة هامة جديدة تتمحور حول ضرورة عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.

السيدات والسادة،
إن عقل الطفل لديه فرصة واحدة للتطور. إذا خسرنا تعليم بنت أو ولد أثناء النزاع، فإننا لا نحرمهم من حقهم الطبيعي فحسب، وإنما نلغي فرصة جيلهم بالتنمية والانتعاش. ونسلب من مجتمعهم بأكمله الفرصة بمستقبل أفضل. وينبغي أن لا يكون ذلك مقبولاً لأيٍّ منا.

هذه هي المهمة التي أوكلتها إلينا الإنسانية. يتوجّب علينا حماية الأطفال. يجب أن نحمي التعليم. وبالعمل، سوف نحمي مستقبلنا المشترك.

شكراً لكم