الكلمة الافتتاحية لمؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية "ويش" 2022
Doha , 04 أكتوبر 2022
ضيوفَنا الكرام
مرحباً بكم بالدوحة في أولِّ قمّةٍ عالميةٍ للابتكارِ في الرعايةِ الصحية تنعقد ُحضورياً منذُ 2018. وسوفَ تلي قمتَنا هذه، كما تعلمون، بعد أسابيعَ قليلةٍ، وأيضاً هنا في قطر، قمةٌ عالميةٌ أخرى: إنّها بطولةُ كأسِ العالمِ لكرةِ القدم. ويا لَهُ من ترابطٍ قويٍّ ليسَ فقط بينَ القمتين وإنما بين القيمتين: قيمةِ الصحة وقيمةِ الرياضة.
إنّ الجهودَ الإبداعيةَ التي يقومُ بها العلماءُ والأطباءُ والقطاعاتُ المعنيةُ بالخدماتِ الصحيةِ حولَ العالم لا غنى عنها. لكنّ بجانبِها ومعَها، وربما قَبلَها، نحتاجُ إلى مبادراتٍ تحفِّزُ الفردَ وتذكِّرُهُ بمسؤولياتِهِ تجاهَ نفسِهِ ومجتمعِهِ بأنْ يجعلَ الرياضةَ جزءاً لا يتجّزأُ من نظامِ حياتِهِ وأنْ يكونَ لها مكانٌ ثابتٌ على جدولِ أنشطتِهِ اليومية وأنْ يكونَ لها نصيبٌ مستقرٌ في مُخَيَّلتِهِ ومُدرَكاتِهِ. فكمْ نحنُ بحاجةٍ إلى مبادراتٍ وجهودٍ تحفّزُ الفردَ لكي يكونَ شريكاً في بناءِ نظامٍ صحيٍّ عالميٍّ فعّالٍ يلتزمُ الناسُ في ظلِّهِ بأبسطِ البديهياتِ في نفسِ الوقتِ الذي يتوقّعونَ فيه مِن العُلماءِ والأطباء تقديمَ حلولٍ طبيّةٍ وعلاجيةٍ مُبتَكَرة لما يواجهونُهُ من صعوبات. وفي قلبِ تلكَ البديهيات دورُ الرياضةِ المقطوعِ بأهميتِهِ في الحفاظِ على صحّةِ الإنسانِ والمجتمعِ والعالم.
إنّ محاورَ "ويش" دائماً ما تتطرّقُ إلى قضايا بالغةِ الأهمية. وهي وإنْ كانتْ تتنوّعُ هذا العام في موضوعاتِها إلا أنها تشتركُ في هدفٍ واحدٍ هو البحثُ عن وسائلَ توجِّهُ الإنسانَ إلى تبَّني نمطِ الحياةِ الأنسبِ والأمثل لضمانِ أمنِهِ الصحي. كيف يَبْعُدُ مثلاً عن التوتراتِ النفسيةِ والإرهاقِ العصبي والتغذيةِ السيئة. وهذه كلُّها، كما نعرف، باتتْ متلازماتٍ للإنسانِ المعاصرِ يبحثُ العلماءُ باستمرار عن حلولِ مُبتَكَرةٍ لها. والرياضةُ قادرةٌ على أنْ تساعدَنا كثيراً في هذا الصدد، خاصةً وأنها ليستْ مقصورةً على فئةٍ عمريةٍ أو اجتماعيةٍ بعينِها بل متاحةً للجميع. فهي فضاءٌ عامٌّ مفتوحٌ ومتنوّعٌ يمكِنُ أنْ يجدَ فيه كلُّ فردٍ ما يناسبُ ميولَهُ وقدراتِهُ. فقد تكونُ الرياضةُ احترافاً لمن يستطيع، وهوايةً لمن يُحِب، وضرورةً لكلٍّ حسبَ طاقتِهِ.
وكما ألهمتْنا مشروعاتُنا الرياضيةُ التي وصلتْ بعدَ أكثرِ من ربعِ قرن إلى استضافةِ كأسِ العالمِ لكرةِ القدم على مواصلةِ تطويرِ دولتنا، فبإمكانِها أنْ تُلهمَنا من جديد، في قطر وحولَ العالم، من أجلِ تطويرِ وإعادةِ تشكيلِ تصوراتِنا عن سُبلِ بناءِ نظمِ رعايةٍ صحيةٍ أكفأَ وأشملَ. يُسعدُني أنْ يأتي هذا الجمعُ المتميّزُ من الباحثينَ والعلماءِ والمتخصصينَ إلى الدوحة ليتبادلوا تحتَ مظلةِ "ويش" الفكرَ والرأيَ والخبراتِ .
أتمنى لجمعِكم المتميزِ التوفيقَ وأرحّبُ بكم من جديدٍ معَنا وبينَنا. والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته.