جلسة استثنائية للاجتماع العالمي للتعليم حول "التعليم ما بعد وباء كوفيد-19"

Doha, Qatar, 22 أكتوبر 2020

يتواجد التعليم على مفترق طرق. فعندما ضرب فيروس كوفيد-19، لم تكن الأنظمة التي اعتمدنا عليها في الماضي قادرة على التكيف بشكل فعال من أجل خدمة جميع الأطفال.

لقد تعمقت بشكل كبير التفاوتات التي قبلناها كجزء من واقعنا غير العادل، على سبيل المثال: "الفجوة الرقمية". في الوقت نفسه، أصبح الاتصال الرقمي في التعليم ، ضرورةً مطلقة.
كيف يمكننا قبول هذه الفجوة الرقمية غير العادلة، في حين أن الأجهزة الرقمية بالنسبة إلى الكثيرين هي الوسيلة الوحيدة للتعلم؟ وباتَ الأطفال الأكثر تهميشاً هم الأكثر تضرراً!

يجب علينا الارتقاء إلى مستوى التحدي من خلال إضفاء الطابع الديمقراطي على التعلم الرقمي وإضفاء الطابع الإنساني على التكنولوجيا والعمل على تعديل المناهج الدراسية.
كما يجب أن نتحد عبر مختلف القطاعات لجعل التعلم الرقمي حقًا شاملاً للأطفال والشباب الأكثر تهميشًا في جميع أنحاء العالم.

وفضلاً عن ذلك لن نستطيع العودة إلى النمط التقليدي للتعليم، الذي يُقاس بكمية المعرفة "المودعة" في أذهان الطلاب. إنّنا بحاجة إلى تطوير تقنياتٍ تدعم التعلّم الشخصي، حتى يتسنّى للمتعلمين المضي قدمًا على وتيرتهم الخاصة ويمكن للمعلمين التكيف مع الاحتياجات والظروف الخاصة للمتعلمين، دون انقطاع.

ولكن بغية إحداث هذا، لم يعد التعليم مسؤولية قطاع واحد فحسب، بل يمكن للتنسيق بين الحكومة وشركات الاتصالات الرقمية والمنظمات غير الحكومية العمل على تجسير الفجوة وتحقيق المساواة في مجال التعليم.

فقد أظهر فيروس كوفيد-19 مدى إبداع العقل البشري في مواجهة تحديات وجودية. إذ تزدهر حلول التعليم الملهِمة في جميع أنحاء العالم. 

ولذا، أطلب من شركات التكنولوجيا أن تتقدم وتساهم في ردم الفجوة الرقمية من خلال توجيه جهودها لتطوير وتوسيع نطاق هذه الحلول الجذرية المبتكرة.
إن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو الابتكار والتعاون بين القطاعات. دعونا نغتنم هذه اللحظة لبناء مستقبل جديد - مستقبل لا يترك أحدًا يتخلف عن ركب التعلم الرقم.