الفعالية رفيعة المستوى لمبادرة "التعليم أولاً"

نيو يورك, 24 سبتمبر 2014

مساء الخير

اسمحوا لي أن أبدأ بطرح السؤال التالي: ما الذي يؤكد لنا أننا سنتمكن من تعميم التعليم الابتدائي في الأعوام الخمسة عشرة المقبلة ونحن لم نتمكن من تحقيق ذلك خلالالأعوام الخمسة عشرة الماضية؟

هل فكرنا بما فيه الكفاية في مواطن إخفاقنا ونحن نتطلع إلى التقدم في تحقيق الأهداف الإنمائيةالمستقبلية؟ لن نحقق أهدافنا حتىنقوم بذلك. غير أنني أؤمنبأن الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الأمر واضحة وقابلة للتحقيق.
 

إننا نحتاجكم أنتم أيها القادة السياسيون لمعرفة ما يتوفر عليه التعليم الابتدائيمن إمكانات. إننا بحاجة إلى المجتمع الدولي أن يفهم أن التعليم الأساسي ليس مسؤولية الحكوماتفقط. إننا بحاجة إلى تغيير النظرةغير الدقيقةبأن الاستثمار في التعليم يحتاج سنوات طويلة لتحقيق المردود المتوخى منه.

إن هذا الأمر ليس صحيحا، لأن منافع التعليمفورية. وقد قدرت منظمة اليونسكو أن كل عام إضافي من التعليم ينتج عنه ارتفاعاً في نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للبلد بنسبة 0.37%. غير أن هذه المنافع يمكن تدميرهافي دقائق على مرأى من أعيننا. 

انظروا إلى مئات المدارس التي دمرت في غزة هذا الصيف. وانظروا أيضاً إلى سوريا حيث 2.8 مليون طفل هم الآن غير ملتحقين بالمدارس. 
 

إننا بحاجة إلى نجعل من المدارس ملاذاً آمناً، حيث تكون المدارس في مناطق النزاعات محميةًبآليات قانونية دولية قوية، وأن تُفرض العقوباتعلى الذين يعتدون على المدارس. إنني أعتقد أننا إن لم نقم بذلك، فإننا لن نتمكن من تحقيق الهدف الثاني من أهداف الألفية بحلول العام 2015، أو حتىبحلول عام 2030. 

أما إذا أخفقنا اليوم في تعليم الأطفال في مناطق النزاع، فإننا سنلتقيبهم لاحقاً كمؤيدين لأيديولوجيات عنيفة لا يُرتجى منهم أملٌ. وقد بتنا الآن ندرك جيداً أن التعامل معهم في المستقبل سيكلف المليارات. 

والآن دعونا ننتهي من جدول أعمال التعليم الابتدائي. لقد حان الوقت لوضع أهداف واقعية ونحن نُحضِّرُالآن لأهداف العام 2015 وما بعده، ولإعطاء الأولوية لتعميم التعليم الابتدائي حتى العام المقبل وما بعده.

إن ما يقوم به برنامج "علِّم طفلاً" وشركائنا الكرام يثبت أن هذا الأمر قابل للتحقيق. فقد استطعنا في أقل من عامين وبموارد محدودة أنندعم 2.5 مليون طفل في 33 بلدا. فالإمكانات لا حصر لها.

ومع ذلك فإنه لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا. لذلك فإننانبني تحالفات قوية مع شركاء يتقاسمون معنا الأفكار نفسها من وكالات دولية ومنظمات غير الحكومية شعبيةسعياً إلى المضي بهذه الأجندة قدما. إن التعليم هدف عالمي، ومسؤولية كونية تتطلب حلولا عالمية.

إن تحقيق الهدف الثاني من الأهداف الألفية ليس أمراً مستحيلاً، إنه في الحقيقة عملية حسابية بسيطة:

فقد قدرت الشراكة الدولية للتعليم أنه تكاليف إلحاق 29 مليون طفل بالمدارس خلال السنوات الثلاث القادمة سيكلف 3.5 مليار دولار . 

إن تحقيق التعليم الابتدائي سيكون أمراً ممكناً خلال ست سنوات بحلول العام 2021 من خلال: مستويات التمويل المذكورة، تكثيف الالتزامات المحلية، ترشيد استخدام الموارد، وتوفير الحماية للمدارس.

فما الذي ننتظره؟

شكراً