حفل الذكرى ال 75 لتأسيس الجمعية الألمانية لمنطقتي الشرق الأوسط والأدنى "نوموف"
برلين, 01 مايو 2009
حضرة المستشار السابق شرودر،،
أتوجه منكم بالشكر على كلماتكم اللطيفة ،كما أتقدم منكم بالتهنئة بمناسبة مرور 75 عاما على العمل الدؤوب للجمعية الألمانية للأعمال لمنطقتي الشرق الأدنى والأوسط /نوموف/ في بناء شراكات بين دولتكم العظيمة ودول منطقتنا.
حضرة المستشار السابق،،
لقد ذكرتم أن لحالة عدم الإستقرار في منطقتنا إنعكاسات مباشرة على أوروبا وأنه يتعين على أوروبا أن تلعب دورا رئيسيا في مناقشة سلام عادل في منطقتنا، أود أن ألفت إنتباهكم إلى أن تدمير البنى التحتية التعليمية في أماكن النزاعات في منطقتنا قد خلف آثارا مدمرة .
كما أود أن أشدد على أن الإعتداءات المتعمدة على المدارس والأساتذة والطلاب والموءسسات التعليمية التي شهدناها في العراق وغزة لا يمكن تبريرها كما ولدت لدينا شعورا بالإهانة ولذلك نطلب من أوروبا أن تتخذ موقفا صارما بإدانة هذه الأفعال.
تخيل أيها المستشار السابق أن يستيقظ طفل في الصباح ليجد منزله مهدما بلمح البصر، تخيل هذا الطفل وهو يلجأ إلى المدرسة كملاذ أخير حيث يمكنه بلحظة أن يرسم مستقبلا مفعما بالأمل .
ولكن حتى في هذا المكان تم حرمان هذا الطفل من تحقيق حلمه ، فهل يمكنك أن تتخيل أن يحل اليأس مكان الحلم؟
وكلنا يعلم إلى أين يمكن أن يؤدي اليأس لذا هل بإستطاعتنا أن نقف معا من أجل إعادة بناء ما تهدم وإستعادة أحلامنا ومن أجل منح أمل جديد لأجيالنا الطالعة؟
لقد إنتابني هذا الشعور بالأمل لدى خروجي من الفندق صباح اليوم إذ لفتني هذا النصب التذكاري العظيم وهو نصب يرمز إلى روح المرونة الألمانية وإلى قيام دولة عظيمة كما يشكل مصدر إلهام بالنسبة إلينا جميعا سيما وأننا واجهنا في الماضي تحديات صعبة.
لقد أمضيت بعض الأيام الرائعة في بلدكم الجميل كما تعلمت الكثير حول معاهدكم التعليمية والبحثية ذات التقنيات العالية.
دفعتني الجولات التي قمت بها خلال الأيام القليلة الماضية على مختلف المعاهد ولقاءاتي بألمع وأنشط المفكرين في بلدكم إلى التأمل بهذا الفضول التاريخي العميق الذي لطالما ميز العلاقة بين ألمانيا والعالم العربي.
لقد برز دور علماء اللغة الألمان العظماء في المجال الأكاديمي الإستشراقي كما ظهر إهتمام المؤرخين الألمان جليا بتأريخ الإسلام ، هذه العلاقة القائمة على الفضول تتجلى في يومنا هذا من خلال وجود أكثر من 3 ملايين ونصف المليون مسلم في ألمانيا.
ورغم العلاقات الثقافية التي لطالما ربطت بين منطقتينا إلا أن تعميق الروابط الإقتصادية والتجارية في عصر العولمة السريع بات ضرورة ملحة. تمثل ألمانيا أحد أهم الشركاء التجاريين بالنسبة لدولة قطر إلا أن إمكانياتنا تخولنا من تحقيق المزيد من الإنجازات ، علينا أن نعمل معا من أجل تعزيز الروابط البحثية والثقافية بين قطر وألمانيا ومن أجل تقديم قيمة مضافة إلى شراكاتنا القائمة تمثل واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر فرصة ممتازة لتحقيق غايتنا.
إن واحة العلوم والتكنولوجيا التي تمثل جزءا أساسيا من روءيتنا الوطنية تشكل مركزا للبحوث ولإنتاج التقنيات الجديدة كما تشكل المنطقة الحرة الأولى في قطر ، ولقد تم إستثمار أكثر من 300 مليون دولار أميركي من أجل بناء هذه المنشأة العالية التقنية والمباشرة بإجراء البحوث ، لقد تعاقدت واحة العلوم والتكنولوجيا مع أبرز الشركات من مختلف أنحاء العالم وأتت بها إلى المدينة التعليمية.
أود أن أدعو المزيد من الشركات الألمانية لإبرام شراكات مع واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر فهدفنا قائم على تحويل قطر إلى إقتصاد قائم على العلم والمعرفة من خلال إستقطاب البرامج التجارية الموجهة نحو البحوث والتطوير.
نكن الإحترام الشديد للإنجازات العملاقة التي حققتها ألمانيا على هذه الأصعدة ونرحب بإقامة شراكات تستفيد منها ألمانيا وقطر على حد سواء.
أيتها السيدات والسادة،،
لطالما إستمتع العالم العربي بموسيقى باخ بيتهوفن موزارت وبراهمس ولذلك فإن هذه الليلة مميزة جدا بالنسبة إلي لأنني وبكل تواضع سوف أشارككم كنزا ثمينا من موطني - سيمفونية قطر- وهي القطعة الموسيقية الأولى التي تروي قصة تحديات وإنجازات دولة قطر.
لطالما آمنت بأن الموسيقى هي بالفعل لغة كونية مشتركة بإستطاعتها أن تتخطى جميع الحواجز وأن تحقق السلام أن تحافظ على ميزاتنا المشتركة وأن تعكس فوارقنا.
آمل أن تتمكنوا الليلة من التعرف إلى قطر بشكل أفضل كما تعرفت إليكم أنا أيضا خلال الأيام القليلة الماضية وذلك من خلال مشاركتكم قصتنا عبر الموسيقى.