العرض الأخير لملف قطر في نهائيات الفيفا(الاتحاد الدوليّ لكرة القدم) لاستضافة بطولة كأس العالم 2022

زوريخ, 01 ديسمبر 2010

الرئيس بلاتر، أعضاء اللجنة التنفيذيّة، السيّدات والسادة،

أوّد أن أطرح عليكم سؤالاً.

متى؟

متى سيصبح الوقت مناسباً لكي يُنظّم كأس العالم في الشرق الأوسط؟

هل تدركون أهميّة ذلك بالنسبة الى منطقتنا وعالمنا؟

لقد أجابت الفيفا على أسئلة مماثلة ولمرّات عدّة في السابق.

في العام 1930، وضعت الفيفا ثقتها في شعب أميركا اللاتينيّة، ونتيجة لذلك أصبحت كرة القدم أغنى وأقوى بفضل قيادتكم.

في العام 1994، قمتم بالمثل مع أميركا الشماليّة.

في العام 2002، مع آسيا.

في العام 2010، مع افريقيا.

في كلّ مرّة، كانت الفيفا تصنع التاريخ، وتساعد كرة القدم على تحقيق قدَرها العالميّ من خلال شجاعتكم، ورؤيتكم وقراركم الصائب.

كما رأينا في قصّة محمّد، إنّ أثر اللعبة يمتدّ الى أبعد بكثير مّما يحصل في الملعب. لطالما رأينا في قراراتكم توجّهاً لا يقتصر على تطوير اللعبة التي نحبّها جميعاً فقط، بل يعمل على جعل العالم بأسره أقرب الى بعضه البعض من خلال كرة القدم.

قد يشكّل تنظيم كأس العالم في الشرق الأوسط من أحدث، ولربمّا من أهمّ الخطوات، التي ستزيد من وقعِ هذه الرياضة العظيمة.

سيكون لاستضافة كأس العالم في منطقتنا أثر واضح على عدّة مستويات،إذ أنّها ستزيد من الحماس والأمل وستفعّل المشاركة في شعبٍ فتيّ، ينمو وينبض بالحياة. وسوف تدفع أيضاً بعجلة التنمية الاقتصادية وتوفّر العديد من الفرص.

انطلاقاً من خبرتي التي تستند على شعور الأمومة الذي أكنّه ليس فقط لأولادي بل لجيل كامل من الشباب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لقد رأيت بجلّ أعيني أثر لعبة كرة القدم على حياتنا.

إنّها أكثر من مجرّد لعبة بالنسبة إلينا، أو رياضة من بين الكثير من الرياضات. إنّها الرياضة التي نمارسها دائماً وفي أيّ وقت.

في العام 2022، عندما يصبح أكثر من نصف سكّان الشرق الأوسط ما دون ال 25 سنة، سيكون لاستضافة كأس العالم في هذه المنطقة أثر عميق على شريحة كبيرة من الشباب، أكثر من أيّ مكان آخر. كذلك سيعود بفوائد عظيمة على هذه اللعبة في المستقبل.

من الدوحة الى دمشق، سيتبيّن أنّ أمل الجيل الصاعد من الشباب هو أكثر من حلم بعيد المنال. ستثبتون إمكانيّة حدوثه هنا.

لقد رأيت كيف تُبقي كرة القدم الأطفال متحمّسين، وتُعطيهم الأمل بما يمكن أن يُنجزوه لبقيّة حياتهم. إنّ كرة القدم هي مثال على أنّ المثابرة تؤدّي الى النجاح، وأنّه يمكن حلّ المشاكل عبر العمل الجماعيّ، وهي تعلّمهم القيَم والقواعد، وإذا لم يتمّ الالتزام بها فالنتيجة هي البطاقة الصفراء.

كأس العالم في قطر، هو تأكيد على مجموعة جديدة من الأفكار. سيُبرهن للشرق الأوسط وللعالم كلّه إمكانيّة جمع الشرق والغرب معاً، والقدرة على تحقيق أهدافٍ جريئة وتخطّي كلّ التحدّيات الصعبة. إنّ كلّ ذلك ليس إمكانيّة فقط بل نجاح بدأ يتحقّق بفضل رؤية قطر وقيادتها.

كأس العالم في قطر، يعني سفر ملايين الأشخاص الى الشرق الأوسط للمرّة الأولى. سيصبح هذا الجزء من العالم قبلة أنظار المليارات من مشاهدي التلفاز، وسيُقدَّم إليهم بطريقة تُسلّط الضوء على جمال وانجازات منطقتنا، وتُقلّل من المسافة بيننا. 

كأس العالم في قطر، سيمكّننا من العمل عن قرب مع الفيفا خلال الفترة التمهيديّة لعام 2022، وسيوفرّ فرصاً إضافية لكلّ المنطقة.

تصوّروا ما يمكن أن ننجزه معاً واستناداً على قيمنا المشتركة التي تتمثّل بالعمل من أجل تعزيز التعليم والتنمية ونشر ثقافة السلام في جميع أنحاء منطقتنا، وذلك من خلال كرة القدم.

كأس العالم في قطر، سيبعث برسالة مهمّة الى هذه المنطقة المهووسة بكرة القدم. رسالة مفادها أنّه وبعد 92 عاماً من الانتظار، سيتمّ الاعتراف بنا كجزء من عائلة كرة القدم العالميّة.

لذا دعوني أعود الى السؤال الذي طرحته في البداية.

متى؟

متى سيصبح الوقت مناسباً لكي يُنظّم كأس العالم في الشرق الأوسط؟

سيّداتي وسادتي.

حان الوقت.

إنّه الآن.