العشاء الخيري لأيادي الخير نحو آسيا (روتا)

الدوحة, 31 أكتوبر 2009

 

صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤسس مؤسسة قطر

ضيوفنا الأعزاء ..حضرات السيدات والسادة،،،

أرحب بكم في هذا الحفل الخيري الذي تنظمه أيادي الخير نحو آسيا.

نحن هنا جميعاً رغم خلفياتنا المتنوعة، لأننا مقتنعون بالقيم الإنسانية للعمل الخيري مؤمنون بمُثله.لقد أضحى ذلك العمل من بين أكبر أوراش عالمنا المعاصر ونحن سعداء بذلك.

فالذكاء البشري، الذي لا يختص بلون أو جنس أو معتقد بعينه، استطاع أن يقرب بيننا ويوحد طاقاتنا ويجمع جهودنا للتصدي لكافة الإكراهات التي تواجه حق البشرية المشروع في العيش بكرامة وحرية الآن وفي كل زمان ومكان.

أعتقد بأنه لم يعد مستساغاً القبول بتلك التوصيفات التي توزعنا بين شمال وجنوب.

علينا أن نعتمد مفاهيم المواطنة الكونية والمصير المشترك وأن نمكن مجتمعاتنا، بعملها الإنساني، من عبور الحدود وتقليص المسافات.فالمطلوب إذن تقديم الحلول والبدائل المبدعة والعملية.

علينا أن نحرص كلنا على تجويد العمل الخيري وذلك بوضعه وبصفة دائمة ضمن سياق استراتيجي للتنمية البشرية المستدامة.

إن رؤيتنا في قطر تقوم على اعتبار العمل الخيري عملاً مؤسساتياً، نستلهم ذلك من قيمنا المبنية على التكافل والتضامن، كما نستلهمه من قناعتنا بالمواطنة الكونية وبأننا جزء من هذا العالم ،فالعمل الخيري ضمن تلك الرؤية هو السبيل نحو تعزيز الممارسة الديمقراطية وبناء مجتمع المؤسسات.

إنه اعتراف بدور المجتمع المدني وحيويته كشريك استراتيجي لتبادل الأدوار مع المبادرات العمومية وفق معايير المهنية، الحياد، التنوع، الإلتزام، التطوع وأخذ زمام المبادرة.

كما أن ذلك العمل لا يتوقف فقط عند تأمين التمويل، وإنما هو يسعى إلى تثمين الوقت وتقدير المهارات ودعم الجهد البشري وتعزيز الاستقلالية.

ولذلك فنحن فخورون بالأدوار التي تقوم بها مؤسساتنا القطرية في بناء شراكات استراتيجية لتحقيق أهداف العمل الخيري داخل الوطن وخارجه.

حضرات السيدات والسادة،،

حولنا في العالم مئات الملايين من البشر الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية والمرض والجهل والظلم،أجزم بأنهم لا يعلمون بحفلنا الخيري هذا.

لنجعل من هذا الحفل جسر تواصل معهم فلنمد أيدينا إليهم ليعيشوا بكل كرامة.

 

شكراً،،،