صاحبة السمو تشهد افتتاح الملتقى المشترك لمنتدى مؤسسة قطر السنوي للبحوث ومؤتمر شبكة العلماء العرب المغتربين

CPO Content Area

صاحبة السمو تشهد افتتاح الملتقى المشترك لمنتدى مؤسسة قطر السنوي للبحوث ومؤتمر شبكة العلماء العرب المغتربين


الدوحة، قطر، 21 أكتوبر 2012

تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، فشملت برعايتها اليوم افتتاح الملتقى المشترك لمنتدى مؤسسة قطر السنوي للبحوث ومؤتمر شبكة العلماء العرب المغتربين 2012، والذي انطلقت أعماله صباحا بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.

وقد استقطب المنتدى الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام ما يزيد على 2000 باحث وعالم من كبار العلماء والباحثين على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وكان من أبرز ما شهدته الجلسة الصباحية للمنتدى هو إطلاق استراتيجية قطر الوطنية للبحوث.

وفي كلمة تقييمية لسموها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، جددت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، الأمل في أن تتمكن الأمة من بناء ثروة ونهضة علمية واقتصاد قائم على المعرفة وقاعدة بحثية متميزة. كما شددت سموها على ضرورة التعلم من تجارب الماضي، قائلة: "لقد مرت أمتنا بتجارب متعثرة في الماضي والتي لا تزال تلقي بظلالها المحبطة على مسيرة التعليم والبحث العلمي في عالمنا العربي. إن التحديّ الحقيقي لا ينحصر في الموارد المالية أو البشرية وإنما في تأكيد الجدية والمصداقية ".

وأكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على أن دولة قطر قد كسبت الجولة الأولى من التحدي، داعية إلى بذل المزيد من الجهود والتضافر لخلق بيئة علمية محفزة للبحث والابتكار تساهم في جعل البحث العلمي والإبداع الفكري جوهراً في ثقافة الأمة ومسلكاً في فعلها الحضاري.
 
وحول استراتيجية قطر الوطنية للبحوث، تحدثت سموها قائلة: "تأتي استراتيجية قطر الوطنية للبحوث لتستوعب حاجة الدولة للبحوث ولتكون الآلية المرجعية لتوصيف أشكال الإنفاق في مجال البحوث، إن البعد المحلي للاستراتيجية يعمل على التعامل مع مختلف أسئلة وقضايا المجتمع والدولة على مستويات الصحة والتعليم والبيئة والطاقة والعلوم الإنسانية والفنون وغيرها". 

وأشارت سموها إلى أن طموح دولة قطر الإقليمي والعالمي ينتظر من الاستراتيجية أن تؤهل دولة قطر لتكون حاضنة لأفكار الابتكار ومُصدّرة لنتاجه.

واختتمت سموها حديثها بالتأكيد على أهمية دعم الاستثمار في تمويل مشاريع الأبحاث العربية قائلة: "هذا التوجه يحظى باهتمامنا انطلاقاً من إدراكنا لأهمية التكامل العربي في مجال البحث العلمي لمواجهة التحديات، التي تكاد أن تكون واحدة ومتشابكة في منطقتنا العربية، للوقوف على أسباب التعافي الاقتصادي والاجتماعي العربي".  

من جانبه كشف فيصل بن محمد السويدي رئيس البحوث والتطوير في مؤسسة قطر النقاب عن استراتيجية قطر الوطنية للبحوث 2012. والتي تشكل عاملا مهما في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، كما أشار الى أن استراتيجية قطر الوطنية للبحوث قد حظيت بمشاركة وتفاعل كبيرين من قبل شركاء المؤسسة.

وتحدث السويدي قائلاً: "إننا فخورون بتأييد صاحبة السمو لهذه الاستراتيجية، وإنه لفخر كبير لي أن أدشن استراتيجية قطر الوطنية للبحوث" مضيفاً "ستقوم هذه الاستراتيجية بتوفير الفرص للباحثين المحليين للتواصل مع نظرائهم للبحث عن أفضل سبل التعاون في مجال البحوث. وستكون ملهمة لمستقبل التعاون المشترك في مجال الأبحاث، سواء داخل دولة قطر أو مع شركائنا الدوليين ومن ضمنهم شبكة العلماء العرب المغتربين".

هذا وتؤسس استراتيجية قطر الوطنية للبحوث لإجراءات وخطوات من شأنها أن توائم بين أهداف البحث وبين الأولويات الوطنية، حيث تم ربط استثمارات البحث والتطوير بأهداف استراتيجية بحثية تسعى لتطوير قدرات الموارد البشرية والبنية التحتية للدولة في مجال البحوث.
 
وعن المنتدى، أوضح السويدي أنه يهدف إلى تعزيز تلك الأفكار التي تشكل حافزاً لبناء شراكات دولية بين المشاركين في هذا الحدث العلمي المتميز، واستعراض آخر ما توصلت إليه البحوث في قطر وباقي دول المنطقة.

وأشار السويدي :"إن التخطيط الاستراتيجي قد بدأ برؤية الموقع الذي تريد قطر أن تتبوأه في المستقبل، وتبعه تقييم واقعي لنقاط القوة والضعف لدينا وذلك بهدف تحديد المجالات البحثية التي ينبغي أن تستثمر الدولة فيها على المديين البعيد والقريب."

وتابع  قائلاً: "رؤيتنا لقطر أن تصبح مركزاً دولياً للبحوث والتطوير والتميز والابتكار، ومهمتنا من خلال الاستراتيجية الوطنية للبحوث هي تطوير القدرات البشرية ومعاهدنا البحثية، وبناء اقتصاد تنافسي ومتنوع تستفيد منه قطر وباقي دول المنطقة والعالم ، حيث إن أفاق العلوم لا حدود لها".

هذا وتحدد استراتيجية قطر الوطنية للبحوث خمسة أركان رئيسية لدعم الأولويات الوطنية، وهي الطاقة والبيئة والحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، والصحة والعلوم الإنسانية والتكنولوجيا المتعلقة بها، والعلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية، والمواضيع التي تحظى باهتمام قطاع المؤسسات التجارية.

واختتم رئيس البحوث والتطوير بمؤسسة قطر كلمته قائلا "لقد قمنا بتطوير استراتيجية جديدة للبحوث وخطة لتنفيذها على مستوى قطر ككل، وهذه الاستراتيجية تمثل وثيقة حية سنعمل على مراجعتها مع شركائنا بشكل سنوي، وتجديدها كلما دعت لذلك الحاجة، كما أننا سنوائم استثماراتنا بما يجعلها مواكبة للاستراتيجية".

وتضمنت الجلسة الافتتاحية عرضا من قبل البروفيسور اللورد آرا دارزي رئيساللجنةالوطنيةلبحوثمكافحةالسرطان، حول استراتيجية قطر الوطنية لبحوث السرطان، والذي أكد من خلاله على أهمية وجود خطوات واضحة وفعالة لمكافحة أمراض السرطان من خلال تفعيل هذه الاستراتيجية.

وأكد اللورد دارزي أن اللجنة الوطنية لبحوث مكافحة السرطان تعمل حالياً على تأسيس مؤتمر دولي حول أبحاث السرطان، سيعقد في قطر العام المقبل وبشكل سنوي.

تجدر الإشارة إلى أن معدلات المشاركة في منتدى هذا العام قد تضاعفت بنسبة 100%، حيث تقدم أكثر من 180 مؤسسة وطنية وإقليمية ودولية بنحو 658 ملخصاً بحثياً لهذا العام.

يشار إلى أن هذا الحدث المتميز يجمع بين المؤسسات البحثية وواضعي السياسات وأبرز الباحثين وعلماء المستقبل من جميع أنحاء العالم وذلك بهدف دفع عجلة الحوار نحو تشجيع نقل المعرفة وبناء الشراكات الهامة التي سوف تعزز البرامج البحثية التي تتبناها دولة قطر.