صاحبة السمو على رأس قائمة المتبرعين لمركز قطر الوطني للتبرع بالأعضاء (هبه)

CPO Content Area

صاحبة السمو على رأس قائمة المتبرعين لمركز قطر الوطني للتبرع بالأعضاء (هبه)


الدوحة، قطر، 08 أغسطس 2012

دشنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء، حيث قامت سُموها وفي لفتة ريادية بالتسجيل كمتبرع بالأعضاء، وذلك مساء اليوم في مركز قطر للتبرع بالأعضاء (هبه)  التابع لمؤسسة حمد الطبية.

والتقت سموها بمجموعة من العاملين في المركز، والمرضى والمتبرعين وكبار الضيوف الذين حضروا حفل التدشين، كما تحدثت سُموها مع العديد من المتبرعين والمتلقين للأعضاء .

وتحدثت سموها قائلة: "تنصب جهود مركز قطر للتبرع بالأعضاء على تشجيع سكان قطر على التسجيل في السجل الوطني للتبرع بالأعضاء، وأن هدفنا في دولة قطر هو تحقيق الأكتفاء الذاتي في هذا المجال، وعلينا جميعاً التكاتف والعمل الجاد للوفاء بهذا المطلب، ومعرفة كيف يمكن لكل فرد المساهمة في هذا الواجب الذي يحثنا عليه ديننا الحنيف".  

وقد صرح سعادة وزير الصحة السيد عبدالله بن خالد القحطاني قائلاً:"إن هدفنا هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التبرع، وقد قطعت قطر شوطاً كبيراً في مجال التبرع وزراعة الأعضاء لمواطنيها" مضيفا "قد انارت صاحبة السُمو اليوم لنا الطريق عبر تسجيلها لقائمة المتبرعين بالأعضاء. ومن هنا فإني أشجع كل أفراد المجتمع لأخذ دورهم تجاه هذه المبادرة النبيلة".

من جانبها تحدثت المدير الإداري لمؤسسة حمد الطبية الدكتورة حنان الكواري، قائلة: "لقد تشرفنا اليوم بحضور صاحبة السُمو الشيخة موزا بنت ناصر وبمبادرتها الكريمة بالتسجيل كمتبرعة بالأعضاء، فإن سُموها قدمت النموذج الريادي البارز لدعم عملية التبرع بالأعضاء، مما سيدفع بالكثير من الناس في قطر للتقدم والتسجيل كمتبرعين بالأعضاء".

واضافت "نعلم بأن لدى معظم الناس سوء فهم مرتبط بالتبرع وزراعة الأعضاء، مما يجعلهم يتخوفون التسجيل كمتبرعين. ولكن يمكنهم الآن تجنب هذا الارتياب، فالتزام سُموها الشخصي سيعمل على طرح مخاوفهم جانباً وحث روح البذل فيهم للقيام بالمثل".  

هذا وقد بدأت مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة، حملة للتواصل مع المتبرعين المحتملين وعائلاتهم، وذلك من أجل زيادة عدد المتبرعين. فبرنامج التبرع بالأعضاء يعتمد على قبول فكرة أن التبرع بالأعضاء والأنسجة يساعد الآخرين ويمنحهم فرصة ثانية للحياة.

وقد عبرت القطرية لطيفة المراغي عن رغبتها في إجراء عملية زرع الكلى هنا في قطر، حيث تعمل لطيفة سكرتيرة في وحدة غسيل الكلى بمؤسسة حمد الطبية، حيث تقول في هذا الشأن: "انا حاليا على قائمة الأنتظار لزراعة كلية، حيث أنتظر نتائج فحوصات المطابقة التي تم إجرائها لشقيقي بصفته المتبرع المحتمل، ومن خلال عملي في وحدة غسيل الكلى فأنا واثقة من قدرة مؤسسة حمد على إجراء عملية الزرع بكل نجاح" مضيفة "شاهدت حجم المضاعفات التي تصيب المرضى الذين قاموا باجراء عمليات زرع في الخارج وبمقارنة مستوى الرعاية في قطر وتلك الدولة فقد قررت اجراء العملية هنا".

واختتمت المراغي قائلة: "المشكلة الوحيدة في قطر هو عدم وجود متبرعين بالشكل الكافي، واليوم لدى الجميع فرصة للقيام بهذا العمل النبيل من خلال منحهم الحياة والسعادة لمن يحتاجها".
أما بلقيس فؤاد نمر فهي مقيمة عربية في دولة قطر وقد داهمها مرض الفشل الكلوي قبل ثلاث سنوات مما دفعها لبدء جلسات غسيل الكلى بمستشفى حمد العام ثلاث مرات اسبوعيا على مدى اكثر من عام، وفي تلك الاثناء تكررت محاولات اسرتها واقاربها للتبرع بإحدى الكليتين لها، كما حضرت شقيقتها التي تعيش في لندن مرتين الى مستشفى حمد واجريت لها الفحوصات التي تسبق التبرع بالكلية ولكنها كانت ترفض كمتبرعة ، ثم حضرت للمرة الثالثة الى الدوحة ووفقت في فحوصاتها تلك المرة.

وتقول بلقيس : "لقد خفت على شقيقتي التي اكبرها بعشر سنوات من ان تمنحني كليتها ولكن اطباء مستشفى حمد طمأنوني، وكنت وشقيقتي نرفض مطلقا أن نجري زرع الكلية خارج قطر لثقتنا الكبيرة في قدرات وكفاءة الطاقم الطبي والفني والتمريضي في مستشفى حمد، بل واكدت لي شقيقتي ذلك حين اعادت فحوصاتها في لندن وكانت نتائجها متطابقة مع تلك التي اجرتها في حمد الطبية، والآن مر عامين على زراعة الكلية والحمد لله أتمتع أنا وشقيقتي المتبرعة بالكلية بأتم عافية، وهذه دعوة انقلها لكل فرد في قطر أن يسهم في انقاذ حياة مرضى ينتظر كل منهم من يخلصه من آلامه فالتبرع بالاعضاء هبة وصدقة جارية لن تضيع هباء".

هذا ويحظى مجال التبرع بالأعضاء كونه عمل نبيل، بدعم واسع النطاق من العديد من أصحاب القرار والمجامع الفقهية الشرعية في العالمين العربي والإسلامي حيث أفتى فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بجواز التبرع وزراعة الأعضاء البشرية كما اتفق مع فضيلته مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في العام 2008. حيث يعتبر القيام بالتبرع بإحدى الكلى السليمة من اسمى أعمال الخير التي تلقى القبول من الله سبحانه وتعالى.

وقد اعتمدت دولة قطر اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء، والتي تم تطويرها من قبل مؤسسة حمد الطبية والمجلس الأعلى للصحة لضمان أفضل رعاية طبية ممكنة، وتعزيز تلك الرعاية سواء للمتبرعين أو المرضى المتلقين للأعضاء، وينص الاتفاق على إطار تنظيمي وطني يهدف إلى حماية حقوق المتبرعين المحتملين.

كما يستند برنامج قطر للتبرع بالأعضاء وزراعتها على نظام عادل ومنصف يعطي أي فرد يقيم في قطر فرصة الحصول على الأجهزة المتبرع بها. حيثما كان ذلك متاحا، كما تكون الأولية لذوي الاحاجة الأكثر من حيث الوضع الصحي، وبغض النظر عن الفرد المحتاج فأن عملية توزيع الأعضاء المتبرع بها تتم بواسطة قوانين صارمة وفقا للمعايير الدولية.

في كثير من الأحيان يضطر المرضى المحتاجين لعملية زرع إلى الانتظار وقتا طويلا للحصول على المتبرع المناسب، حيث يجب على الأطباء التأكد من مطابقة المتبرع بالمتلقي وذلك لضمان عدم رفض المتلقي للزرع. وبحسب المؤشرات الطبية فأنه كلما زادت أعداد المتبرعين بالأعضاء المسجلين في بلد ما، كلما زاد احتمال العثور على متلقين مطابقين وأمكانية الحصول الأعضاء المطلوبة. وبناء على ذلك، فأن البرامج الوطنية التي تدعم تعزيز التبرع بالأعضاء ضرورية في مساعدة أي بلد على تحقيق الاكتفاء الذاتي.