صاحبة السمو تحضر جلسة نقاشية شبابية بمنتدى النهوض باللغة العربية

CPO Content Area

صاحبة السمو تحضر جلسة نقاشية شبابية بمنتدى النهوض باللغة العربية


الدوحة، قطر، 31 مايو 2012

حضرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر جلسة نقاشية شبابية تحت عنوان" اللغة العربية في حياتنا" التي أقيمت صباح اليوم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات ضمن فعاليات اليوم الختامي لمنتدى النهوض باللغة العربية.

تم خلال الجلسة مناقشة التحديات التي تواجهها اللغة العربية في الإعلام والنشر والمحتوى الرقمي والمخزون الفكري.

وأكدت السيدة ديما الخطيب، صحفية ومدونة عربية، خلال الجلسة النقاشية الشبابية التي تحدثت فيها عن "الإعلام واللغة" على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام على اللغة العربية، مشيرة إلى أن ما تطرحه وسائل الإعلام اليوم يؤثر بشكل كبير على الإنسان العربي, وذلك نظرا لتعدد هذه الوسائل وانتشارها في كل بيت عربي، بحيث أشارت الإحصاءات إلى عدم وجود مواطن عربي واحد لا يستخدم خلال حياته اليومية إحدى وسائل الإعلام المرئية والسمعية والمكتوبة أو وسائل التكنولوجيا الحديثة كالهاتف النقال والكمبيوتر والانترنت.

ورأت الخطيب أن هذه الوسائل نفسها تعاني من ضعف اللغة العربية وأن هناك آفات كثيرة تعتري اللغة المقدمة في وسائل الإعلام، الأمر الذي يؤثر بالتالي على لغة المتلقي العربي، مشددة على ضرورة الارتقاء بالمستوى اللغوي للصحفيين والإعلاميين قبل الحديث عن الارتقاء بمستوى المواطن العادي.

وأضافت ديما أن من ضمن هذه الآفات على سبيل المثال الأسلوب المستخدم في وكالات الأنباء سواء العربية أو العالمية، والتي تعتمد بشكل أساسي على قوالب جاهزة تكون في معظم الأحيان غير صحيحة لغويا وتستخدم عبارات ركيكة، بالإضافة إلى ما يشاهد كل يوم في الصحف العربية من أخطاء لغوية ونحوية، مناشدة كافة وسائل الإعلام بإعادة النظر فيما تقدمه للمواطن العربي لغويا وموضوعيا.

وفي الوقت الذي دعت فيه إلى ضرورة النهوض بالفصحى في وسائل الإعلام، أكدت كذلك على أهمية وجود اللهجات العربية في الإعلام العربي حتى تصل المعلومة إلى جميع أطياف المجتمع من المثقف إلى الأمي، خاصة في ظل مجتمعات تشكل فيها نسبة الأمية ارتفاعا ملحوظا.

وقالت إن من أهم الصعوبات التي تواجه الصحفي هي كيف يصل إلى القارئ الأمي بحيث تكون اللغة التي يكتب بها لغة مبسطة وسهلة ومفهومة لديه وفي الوقت نفسه تحتفظ بقواعد اللغة العربية وجمالياتها.

من جهته استبعد السيد نايف الشمري، محاضر في كلية الشريعة في جامعة قطر، إمكانية النهوض باللغة العربية وانتشارها في الوطن العربي والعالم بدون خلق حاجة لدى الآخرين لاستخدامها، مشيرا إلى أن العربية، حالها حال اللغات الأخرى، ما هي إلا مجرد وعاء يستمد قيمته مما يحويه، لذلك لن تنجح "العملية التسويقية" للغة العربية بدون خلق حاجة لدى الآخرين لتعلمها.
وأرجع الشمري سبب تأخر لغة الضاد وعدم تفوقها على مثيلاتها من اللغات الأجنبية إلى أنها لم تضخ المعرفة السياسية والاقتصادية الكافية التي ترغم الآخرين على تعلمها لفهم واستيعاب هذه العلوم، على عكس ما فعلته اللغات الأجنبية الأخرى.

وأشار في هذا الصدد إلى أن ما يفيد اللغة العربية هو الكم المعرفي الذي يضخه فيها العلماء والمفكرون والمبدعون العرب, الأمر الذي يجعل منها لغة قادرة على تسويق نفسها بنفسها, مطالبا اللغويين والمهتمين بشأن العربية بضرورة بذل كافة الجهود لجعل الفصحى لغة تعيش عملية تفاعلية مع العلوم المعاصرة.

بدورها شددت السيدة جواهر الكواري، من مؤسسة قطر للنشر، على أن دور النشر العربية تعاني من قصور في تسويق اللغة، حيث يقتصر نشاط تلك الدور على المؤلفات السياسية والتاريخية بحكم الوضع السياسي في المنطقة العربية في حين تهمل باقي الأعمال الإبداعية من شعر ونثر وفن، الأمر الذي اعتبرته الكواري يؤثر سلبا على انتشار اللغة العربية بين الجيل العربي، خاصة الأطفال.
وطالبت مدير إدارة القراءة بدار بلومبرزي دور النشر العربية بالموازنة بين الأعمال التي تنشرها في كافة المجالات وزيادة نشر الأعمال العربية حتى تصل إلى كل بيت عربي، منتقدة بشكل عام واقع القراءة والنشر في البلاد العربية، حيث يطبع كتاب واحد فقط لكل 12 ألف شخص، أي أن معدل القراءة بالعالم العربي لا يتعدى 4 في المئة مقارنة بانتشارها في دولة كبريطانيا على سبيل المثال.

إلا أن المهندس الميكانيكي حمد مجيغير أشار في حديثه الى التعليم وتأثيره على اللغة، منوها بالدور الكبير الذي تلعبه المناهج الدراسية في النشء وتربيتهم وتثقيفهم، ومتسائلا هل التعليم في المدارس العربية طور من اللغة العربية في حياتنا اليومية أم ساهم في اندثارها؟

وقال إن الغرب اتبع ثلاث طرق لإدخال اللغات الاجنبية إلى مناهجهم الدراسية من خلال التعليم ثنائي اللغة والتعليم باللغة الواحدة والتعليم باللغة الثانية, مستنكرا التعامل مع اللغة العربية على أنها لغة "دخيلة" في المدارس والمناهج العربية.

من جهتها طالبت السيدة ايثار السعدي من الأردن بضرورة الاهتمام بالمحتوى الرقمي للغة العربية على الانترنت، مبدية تفاؤلها لما سجله مؤشر المحتوى العربي على الانترنت من ارتفاع، حيث قفز من 1 في المئة إلى 3 في المئة ، وذلك بحسب مؤتمر عرب نت بالأردن عام 2012.

وقالت إن اللغة العربية هي اللغة الخامسة على مستوى العالم في الانترنت من بين 6500 لغة، كما أن هناك 360 مليون مستخد م عربي للانترنت، الأمر الذي اعتبرته مؤشرا إيجابيا لإمكانية تفوق العربية على اللغات الأخرى في السنوات القادمة.

لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن المحتوى المنقول بالعربية على الانترنت طغى عليه المستوى السياسي والإخباري على حساب المستوى الثقافي والترفيهي, منوهة بأن هذا الأمر أحد أسباب تأخر استخدام العربية على الشبكة العنكبوتية، خاصة مع ارتفاع نسبة المستخدمين العرب الذين لا يقبلون على السياسة مقارنة بالثقافة والترفيه، إضافة إلى وجود فجوة واضحة بين الإنتاج الرقمي بين المشرق العربي والمغرب العربي لصالح الأول بنسبة تتجاوز النصف.

وناشدت ايثار الحكومات العربية وأصحاب القرار في تلك الدول بالتعاون فيما بينهم لتعزيز اللغة العربية بكافة الطرق وسن قوانين تحافظ عليها وتحميها، خاصة في ظل ما تتعرض له لغة الضاد من تأثير اللغات الأخرى كالانجليزية والفرنسية وغيرها، مشددة أن دعم المحتوى العربي على الانترنت يعني دعم اللغة العربية ومن ثم دعم الهوية العربية ككل.