صاحبة السمو تعلن عن مشروع مكتبة قطر الوطنية

CPO Content Area

صاحبة السمو تعلن عن مشروع مكتبة قطر الوطنية


الدوحة، قطر، 19 نوفمبر 2012

تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، فشملت برعايتها مساء اليوم التدشين الرسمي لمشروع مكتبة قطر الوطنية الجديدة، وذلك في إطار سعي مؤسسة قطر لإطلاق قدرات الإنسان وتحقيق نهضة ثقافية وعلمية تستلهم تراث قطر وتستشرف مستقبلها الواعد.

ويأتي حفل التدشين الذي أقيم في مركز طلاب جامعة حمد بن خليفة بحضور كوكبة من الشخصيات العالمية المدعوة، فضلا عن فريق العمل المشرف على المشروع، تزامنا مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس دار الكتب القطرية التي كانت أول مكتبة عامة تأسست في منطقة الخليج.

 وبمناسبة الإعلان عن المشروع، قالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر: "إنه لمن دواعي سروري ان أطلق اليوم مشروع مكتبة قطر الوطنية بمعايير عالمية لتصبح منارة ثقافية في قطر والمنطقة"، مشيرة إلى أن الرؤية التي أنشئت في ضوئها المكتبة تقوم على مد جسور المعرفة بين تراث قطر الغني ومستقبلها الواعد، فضلا عن الدور المحوري الذي ينتظر ان تضطلع به هذه المكتبة في إطار سعي مؤسسة قطر لاطلاق قدرات الانسان والمساهمة في بناء اقتصاديات المعرفة.

وقالت سموها خلال حلقة نقاشية تحت عنوان "في عصر الايباد هل مازلنا بحاجة إلى المكتبات؟"، أقيمت بهذا الخصوص، إن المكتبات في عصر التطور التكنولوجي الهائل ووسائل الاتصال عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، وتويتر جعلت المكتبات لا تحتكر المعرفة وحدها ولهذا كان على المكتبات أن تدرك هذا التحدي وتطور من أدائها حتى تظل قبلة للباحثين والقراء ، مشيرة إلى إعجابها بتجربة المكتبة العامة في امستردام حيث اطلعت عليها أثناء زيارة لهولندا.

وأضافت سموها "فوجئتُ بحيوية المكان. قيل لي إن ما يقرب من 5000 شخص كانوا يزورون المكتبة يومياً، وقد لاحظت ذلك على العيان. فالأطفال يلعبون ويركضون في الطابق السفلي، وهناك طابق كامل مخصص للموسيقى وتحميل الأفلام، فضلاً عن أماكن هادئة للبحث وأخرى صاخبة لتناول الطعام والنقاش. لقد بدا جلياً أن جميع ظواهر وقطاعات المجتمع في أمستردام كانت حاضرة في عصر التقنيات والآيباد، حيث يمكن تحميل المعلومات ونحن في منازلنا".

وطالبت صاحبة السمو بضرورة أن يتم توظيف التطور التكنولوجي لتحسين الاداء واستقطاب مجموعة أكثر من الزوار، وأن نعمل على تقديم خدمات عالية الجودة للمحتوى الإلكتروني عبر المجلات، والكتب الإلكترونية، وتنزيل ملفات الموسيقى، والأفلام، وألعاب الكمبيوتر. وينبغي أن تكون هذه الخدمات متوفرة لمستخدميها على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، مؤكدة أن مكتبة قطر ستراعي كل هذه التحديات، وفي الوقت نفسه شددت سموها على أن العمل في هذا المجال لابد أن يتسم بالدقة والتعاون عربيا وعالميا، لأن المعرفة حق من حقوق الانسان ولابد لكل دولة أن تقدمه لمواطنيها وهو ما تقوم به دولة قطر، مبدية سموها استعداد دولة قطر لمساندة الدول العربية في زيادة المحتوى الرقمي على الانترنت حتى تتاح المعلومات للجميع.

وطالبت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بأن تكون المكتبات في صميم هذا التفاعل الاجتماعي، فالمكتبة لا تتوقف بمجرد مغادرة المستخدم للمبنى، بل تتواجد حيثما يتواجد الناس سواء على شبكة الإنترنت، في المنزل، في المكتب، في المدارس ورياض الأطفال والجامعات. ويجب أن تكون مساحة المكتبة فضاءً للقاء بين الناس، صغاراً وكباراً. وبعبارة أخرى، بالنسبة للناس ينبغي أن تكون المكتبة "الفضاء الثالث" بعد المنزل والمدرسة، مؤكدة أن المكتبة ستظل هي الأكثر مصداقية لدى الباحثين.

وأوضحت صاحبة السمو في حديثها، أن المكتبة الوطنية ستكون مستوعبة لذاكرة الأمة وتاريخها وتراثها مستشرفة المستقبل، "ولهذا السبب نعمل في قطر لرقمنة تاريخنا وجعله متاحاً ليس للمؤرخين فحسب، بل لعامة الناس"، متطلعة أن تكون المكتبة الوطنية فضاءً حيوياً ومكاناً عاماً حافلاً بأصوات الناس والموسيقى، موجهة سموها الشكر في نهاية حديثها لمصمم المكتبة المهندس المعماري المعروف ريم كولهاس، حيث لبى التصميم كل الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بمكتبة المستقبل.

وقد شارك في الحلقة النقاشية الدكتورة كلوديا لوكس مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية ومديرة المكتبة الوطنية في المملكة المتحدة ورئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الذين أكدوا جميعهم أن هذا المشروع ستكون له ثماره الوارفة على الثقافة عربيا ودوليا.

وسوف تلعب مكتبة قطر الوطنية والتي من المقرر أن تفتتح رسميا في سبتمبر من العام 2014 دوراً مهما في الحفاظ على نفائس المجموعات التراثية من أجل الأجيال القادمة، وستسعى لأن تشكل الركيزة الأساسية للعلوم والبحوث في دولة قطر، لاسيما وأنها منسجمة مع رؤية قطر الوطنية 2030 ومع الركائز الأربع التي تقوم عليها والتي هي التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية.

وستساهم مكتبة قطر الوطنية، وبما تشكّله من ثروة وطنية، في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لدولة قطر الذي تشكّل على مدى عصور عديدة، فضلا عن حفاظها على الإرث الثقافي العربي الذي تراكم على مدى القرون الماضية.  وسوف تتميز المكتبة بمواكبتها لكل حديث وجديد حيث ستعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية والرقمية وستكون داعماً رئيسيّاً لدولة قطر في مسيرة انتقالها من الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد المعرفي.