صاحبا السمو يفتتحان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم

CPO Content Area

صاحبا السمو يفتتحان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم


الدوحة، قطر، 13 نوفمبر 2012

 تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع فشملا برعايتهما الكريمة افتتاح أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" صباح اليوم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.

حضر حفل الافتتاح فخامة الرئيس ايفو جوسيبوفيتش رئيس جمهورية كرواتيا.

كما حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء والمهتمين في مجالات الابتكار في التعليم.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بتسليم جائزة "وايز للتعليم" 2012 للدكتور مادهاف شافان الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة "براثام" في الهند وذلك لجهوده في نشر التعليم في بلاده وإتاحة التعليم للملايين بأقل تكلفة.

وتعد "جائزة وايز للتعليم" التقدير العالمي الوحيد للمساهمات البارزة في مجال التعليم على المستوى الفردي أو الجماعي حيث يحصل الفائز على مبلغ 500 الف دولار أميركي بالإضافة الى ميدالية ذهبية.

وفي بداية الاحتفال أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر أن التعليم حق لجميع البشر بوصفه وبلا منازع البيئة التي تصاغ فيها التنمية والمستقبل والاحلام المشتركة لبني الانسان.

صاحبة السمو: هل من العدالة والإنسانية أن يضم عالمنا 775 مليون أمي؟
وقالت سموها في كلمة افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم لا أظن أن هناك قطاعاً يستدعي التعاون والتنسيق كما هي الحال بالنسبة للتعليم الذي يعتبر، بلا منازع، البيئة التي تصاغ فيها التنمية والمستقبل وأحلامنا المشتركة، موضحة اننا إذا ما عالجنا مشاكل التعليم ورسخنا الإيمان بكونه حقا للجميع سنقضي على مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية كثيرة ناتجة عن التقصير في إحقاق هذا الحق الإنساني.

وتساءلت هل من العدالة والإنسانية أن يضم عالمنا في القرن الحادي والعشرين سبعمئة وخمسة وسبعين مليون أمي وواحداً وستين مليون طفل لا يتمتعون بحق التعليم الإبتدائي، بينهم ثمانية وعشرون مليونا وضعتهم أقدارهم في مناطق النزاعات، وهم أكثر الفئات استحقاقا للتعليم إذا ما أردنا جغرافيا عالمية بلا بؤر أزمات وصراعات. 

وأشارت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر إلى أنه بالرغم من الجهود المبذولة دولياً في مجال التعليم إلا أنه لا يزال هناك قصور يقتضي منا الجدية في التعاون لإنجاز التغيير، مشيرةً إلى أن زعماء العالم جددوا في منتصف سبتمبر الماضي بالأمم المتحدة، تعهدهم بأن يحصل جميع أطفال العالم على التعليم الابتدائي مع حلول عام 2015، الأمر الذي يتطلب جهداً دولياً شاملاً تنتقل بنا نتائجه مستقبلاً من معالجة هذه القضية إلى التصدي لتحديات أخرى.

وقالت "ها نحن نجتمع سنوياً تحت مظلة وايز لنكرس ثقافة الابتكار في التعليم، والتجديد في الابتكار، مدركين أن التعليم هو الحقل الذي يختصر القضايا كلها.. منه تذهب البلدان إلى الإزدهار أو إلى الخراب، ومنه نختار التقدم أو التأخر..التحضر أو التخلف.. ومنه نؤسس لقيم السلام أو لقيم الحرب..

وشددت سموها على انه بالتعليم يصاغ العقل الجماعي للمجتمعات.. ومن التعليم نرسم ملامح المستقبل الذي ينبغي على الدوام أن يكون جديداً.. مستقبلاً مبتكراً.. ومن هذا كله يكتسب مؤتمركم السنوي قيمته التاريخية لأنه ليس مناسبة طارئة للاجتماع، إنما هو تجمع سنوي ينشغل طوال السنة بما اتفق المشاركون على الانشغال به من مشاريع وموضوعات الابتكار في التعليم.
 
وأشارت الى أن الحاجة للتجديد في كيفية مواجهة تحديات التعليم وتحفيز روح الابتكار تستدعي منا عملاً نوعياً ينسجم مع حاجتنا إلى تعليم نوعي، مثلما تشترط التنمية المستدامة تعليماً مستداماً وكما تتطلب المشاكل الاستثنائية حلولاً استثنائية، معتبرةً أن ريادية وايز، في واحد من ملامحها، تتجلى في العمل على دعم وتعميم المشاريع الابتكارية للتطبيق في بيئات مختلفة، ضمن شبكة ابتكار تقوم على التعاون والتنسيق المتواصل.

وأكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على أن مشروع مؤسسة "براك" في بنغلاديش، التي فاز مؤسسها السيد فاضل حسن عبيد بجائزة وايز عام 2011، يعتبر خير مثال على دعم الحلول المبتكرة لمواجهة مثل هذه الظروف، فهناك كانت المساحات المائية تعزل المجموعات السكانية وتعرقل امكانية إنشاء المدارس، حتى قدمت مؤسسة براك حلا مبتكرا يوفر ما يمكن تسميته "المدارس العائمة" من خلال جمع الطلبة في صفوف دراسية على مراكب أُعدت لأغراض التعليم والنقل. 

وقالت سموها "حينما قصدت في الشهر الماضي زيارة إحدى هذه المدارس لأطلع على المشروع عن كثب، أدهشتني قدرة الإنسان اللامحدودة على تحدي الصعوبات وترويض الظروف الطبيعية"، مؤكدةً على أن هذا هو دور وايز الذي نتطلع لترسيخه وتوسيعه في خلق علاقة معرفية وتواصلية بين القضايا المستعصية والقادرين على ابتكار الحلول الناجعة لها.

واوضحت صاحبة السمو بأن وايز يتجه حاليا نحو عقد اجتماعي جديد من خلال عدد من البرامج، بيد أن إنجاز التغيير في التعليم يملي على الجميع التزاماً أخلاقياً وعملياً للمساهمة في هذه الجهود التي لن تنجح إذا لم نؤمن بشراكة حقيقية وفاعلة. 

وقالت يستطيع كل منا، انطلاقا من بلده أو مؤسسته، أن يباشر بالتغيير في سياق سعيه لغرس ثقافة الابتكار في التعليم، ولكن الفعل المعرفي عموماً، وصناعة ثقافة الابتكار خصوصاً تتطلب عملا ًجماعياً يسوده التعاون والتنسيق لإنجاز الأهداف المشتركة.

كما دعت سموها المشاركين لحضور إطلاق مبادرة جديدة غداً تساهم في وضع حلول عملية لإعادة الأطفال المحرومين من التعليم إلى مقاعد الدراسة.