نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 27 سبتمبر 2025
قطر وشركاؤها الدَوليون يُطلقون التحالف العالمي للتوحد في الجمعية العامة للأمم المتحدة

 دعت دولة قطر إلى جانب مجموعة من شركائها الدوليين المجتمع الدولي للانضمام إلى جهود التحالف العالمي للتوحد، الذي أُطلق خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل بناء مستقبل أكثر شمولًا وازدهارًا لذوي التوحد حول العالم. 

 

يُمثّل إطلاق التحالف العالمي للتوحد، الذي تم الإعلان عنه في فعالية نظمتها دولة قطر؛ ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع؛ ومنظمة الصحة العالمية؛ ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)؛ ومنظمة "أوتيزم سبيكس"؛ فرصًة للمجتمع الدولي لتوحيد الجهود في دعم ذوي التوحد وأُسرهم. وجاء ذلك خلال الاجتماع رفيع المستوى بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وتعزيز الصحة النفسية والرفاه.

 

وقالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر: "أثمّنُ إطلاق التحالف العالمي للتوحد لتبنّي قضايا التوّحد الذي يمثّل نقطة تحوّل مهمة في الانتقال من مجرد التوعية إلى العمل الجماعي، وهي دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي كي ينهض بمسؤوليته المشتركة حيال هذا التحدي. وسيكون هذا التحالف الأول من نوعه بغية إعطاء أولوية دولية في التعامل مع قضايا التوحد".

 

أضافت سموّها: "يتجاوز التزام دولة قطر بقضايا التوحّد حدودها الوطنية، ويستند إلى قناعة راسخة بأن لكل فرد، دون استثناء، الحق في النجاح والعيش الكريم. وفي هذا السياق، أدعو الحكومات والجهات المعنية والشركاء التنمويين إلى تجاوز مرحلة التوعية نحو الالتزام باتخاذ إجراءات جماعية وتخصيص الموارد اللازمة".

 

يعكس تأسيس هذا التحالف العالمي الذي تقودُه مؤسسة قطر، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ومنظمة "أوتيزم سبيكس" تنامي الوعي العالمي بأهمية العمل على قضايا التوحد من منطلق المسؤولية الاجتماعية، لا سيّما في ظلّ التقديرات التي تُشير إلى تسجيل حوالي 80   مليون شخص من ذوي التوحد حول العالم،، أي ما يُعادل 1 بالمائة من التعداد السكّاني العالمي، وهذا ما يعكس أيضًا زيادة الوعي بالتوحد والتطوّر في عملية التشخيص.

 

بالإضافة إلى ذلك، دعا هذا التحالف صناع القرار حول العالم للعمل على تجاوز مرحلة التوعية بالتوحد، والتركيز على الالتزام بتخصيص الموارد اللازمة لمعالجة قضايا التوحد العالمية المشتركة واتخاذ خطوات جماعية في هذا الصدد، والارتقاء بجدول الأعمال المعني بالتوحد على مستوى العالم، وتضمنيه السياسات التنفيذية، والتعاون المشترك، وتبادل المعرفة في مجالات البحوث والتكنولوجيا والتعليم، بالإضافة إلى التنسيق والتواصل المستمر، وإعداد الاستراتيجيات القائمة على ابتكار الحلول لقضايا التوحد.

كذلك توجّه التحالف العالمي للتوحدبالدعوة إلى كافة الهيئات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والجمعيات الخيرية، والشركاء في القطاع الخاص، للانضمام إلى جهوده، لكي يكونوا جزءًا فاعلًا من التعاون الدولي في قضايا التوحد، خصوصًا على مستوى التكامل الاجتماعي، وفتح آفاق التنمية الاقتصادية، وتحقيق رفاه ذوي التوحد في جميع أنحاء العالم.

في هذا الإطار أيضًا، صرّح سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة بالقول: "إن التحالف العالمي من أجل التوحد هو نموذج حي لما يمكن تحقيقه عندما تتحد الدول من أجل الخير. فمن خلال العمل المشترك، نستطيع تحسين حياة الملايين من الأفراد ذوي التوحّد، ومساعدتهم على بلوغ كامل إمكاناتهم، وإظهار أن العمل الجماعي يجلب الأمل والكرامة والفرص".

من جهتها، قالت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التنمية الاجتماعية والأسرة:" يعكس هذا التحالف رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي لطالما كرّست مساعيها القيادية لتحقيق الكرامة الانسانية والشمول وتوفير الفرص لذوي التوحد. وبفضل رؤيتها الواعدة وقيادتها هذه الجهود، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2007 القرار 62/139، الذي حدّد يوم الثاني من أبريل في كل عام يومًا عالميًا للتوعية بالتوحد".

أضافت سعادتها:" تتبوأ دولة قطر مكانة رائدة إقليميًا في دعم الأطفال ذوي التوحد ودعم أُسرهم. في عام 2017، أطلقت قطر أول استراتيجية وطنية للتوحد لتضع حينها ركيزة أساسية للسياسات والخدمات المعنية بقضايا التوحد، ولتُدافع عن حقوق مجتمع التوحد بدءًا من التشخيص المبكر، مرورًا بالتعليم، وصولاً إلى الخدمات المجتمعية، بما يضمن الشمول للجميع، وفي كل مرحلة من مراحل الحياة".

ختمت سعادتها:" بالنظر إلى المستقبل، لا بُد وأن يظل الابتكار عاملاً رئيسيًا من عوامل التقدّم الاجتماعي. بالنسبة إلينا، لا يقتصر الابتكار على الجانب التكنولوجي فحسب، بل يشمل أيضًا إعادة التفكير في آليات عمل النُظم لاجتماعية، وسُبل دعم الأسرة، وتعزيز المشاركة المجتمعية، كي يتمكّن كل فرد من في المجتمع من الإسهام بشكل هادف. ومن خلال التحالف العالمي من أجل التوحد، نتطلع إلى توطيد أُطر التعاون، وتبادل المعرفة في مجال البحوث والابتكار والتكنولوجيا توحيدًا لجهودنا ومن أجل إحداث التأثير على نطاق أوسع".

بهدف تسريع العمل، سلّطت الدكتورة دينا آل ثاني الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، والشريك المؤسس لمركز التميز في استشعار التوحد بجامعة حمد بن خليفة، الضوء خلال الفعالية، على مجالات العمل التي تحتاج إلى توحيد الجهود الدولية في توفير الموارد، والاستثمار، والتركيز على الابتكار التكنولوجي في تشخيص التوحد والتدخل. 

وقد اغتنمت مؤسسة قطر؛ ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف؛ ومنظمة "أوتيزم سبيكس" فرص التواصل المتاحة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتنسيق مع الأطراف المعنية، ودعوتهم للانضمام إلى جهود هذا التحالف.

في تعليق له على إعلان هذا التحالف، قال البروفيسور هلال الأشول، مُستشار البحوث والتطوير والابتكار لمكتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، والمدير التنفيذي للبحوث والابتكار في مؤسسة قطر:" نفتخرُ بالدور الريادي الذي قامت به مؤسسة قطر مع شركائها في إنشاء هذا التحالف".

أضاف البروفيسور الأشول:" أَصبحَ امتلاك صوت عالمي للتوحد وإطلاق المنصات الداعمة لذوي التوحد ضرورًة عالمية وليس خيارًا، فالتوحد أصبح تحديًا عالميًا يتطلب استجابة عالمية وإمكانيات تفوق تلك التي تملكها أي دولة أو مؤسسة. ومن هذا المنطلق فأن إحدى أهداف هذا التحالف الرئيسية تعزيز العمل الجماعي الدولي المتكامل في جميع المجالات من أجل تحويل عقود من الأمل والاستثمار والتقدّم إلى حلول واقعية ملموسة تُحدث التغيير الإيجابي الملموس في حياة ذوي التوحد وأهاليهم".   

الجدير بالذكر، أنّ صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، من أبرز الداعمين لتعزيز الوعي بقضايا التوحد ودعم الجهود العالمية الرائدة في هذا المجال. فقد أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد اليوم العالمي للتوحد في عام 2007، الذي يوافق الثاني من شهر أبريل من كل عام، بناء على اقتراح من سموّها بهدف التوعية بالتوحد وتحسين جودة حياة ذوي التوحد. 

تُسهم برامج مؤسسة قطر ومراكزها ومناهجها التعليمية في تعزيز التعليم الشامل لذوي التوحد الذي يتجسد في "أكاديمية ريناد" إحدى مدارسها المتخصصة. وتلبيًة للأولويات الوطنية الصحية لدولة قطر، أطلقت مؤسسة قطر استراتيجيتها لدعم ذوي التوحد 2025-2035، بما يتماشى مع الجهود الوطنية وحددت خارطة العمل على توحيد الجهود في قضايا التوحد داخل مجتمعها، وعبر مختلف كياناتها وبرامجها والمراكز التابعة لها على مدار العقد المقبل.