مؤسسة قطر تبحث سبل التعاون المشترك في مجالات البحوث والتطوير والابتكار

CPO Content Area

مؤسسة قطر تبحث سبل التعاون المشترك في مجالات البحوث والتطوير والابتكار


هلسنكي، فنلندا، 02 أكتوبر 2012

بحثت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والوفد المرافق لسموها سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التطوير والابتكار بين مؤسسة قطر وجمهورية فنلندا. جاء ذلك أثناء اللقاء الذي عقد صباح هذا اليوم في العاصمة هلسنكي بين وفد مؤسسة قطر وقيادات من الحكومة الفنلندية وأكاديميين وكبار رجال الأعمال في فنلندا.

واستعرض وفد المؤسسة مع نظيره الفنلندي خلال اللقاء الذي جمعهما في مقر اتحاد الصناعات الفنلندية سياسة الابتكار المتبعة في فنلندا والتي تعد واحدة من أبرز وأنجح النماذج المتبعة على مستوى العالم في مجال تطوير البحوث والابتكار.

وقد أكد وفد مؤسسة قطر على ضرورة الاستفادة من تجربة فنلندا في مجال التطوير والابتكار، وأهمية تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات مع المراكز والجهات العاملة المختصة في هلسنكي ونظيراتها في دولة قطر.

من جانبه تحدث فيصل بن محمد السويدي، رئيس البحوث والتطوير في مؤسسة قطر عن هذه الزيارة قائلاً: "رغم السمعة المتميزة التي تحظى بها دولة قطر في مجال الأبحاث، إلا أن لقاءنا اليوم مع القيادات الفنلندية وفر لنا فرصة الاستفادة والتعلم من تجربتهم الغنية في كيفية تعاملهم مع التحديات التي واجهتهم، وكيف تمكنوا من خلق ظروف مواتية لتسويق ابتكاراتهم" مضيفا "بما أن مؤسسة قطر تسهم بدور رئيسي في رحلة دولة قطر للتحول إلى اقتصاد المعرفة، فقد بات من الضروري أن نطلق حوارات وشراكات مثمرة مع الدول الأخرى التي تشاركنا الأهداف ذاتها".

هذا وقد ظلت فنلندا وعلى مدى السنوات الماضية مركزا للصناعة التقنية في أوروبا، كما أنها تُصنف من بين أفضل دول العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد وضعت فنلندا هذا المجال محورا أساسيا لاستراتيجية التطوير والتنمية لديها، وهي تعمل حاليا لإحداث نقلة نوعية في صناعات التكنولوجيا لديها وذلك للوصول إلى ما يعرف بالتكنولوجيا النظيفة والتي تسعى فنلندا من خلالها إلى ابتكار حلول تفضي إلى رفع مستويات المعيشة فيها.
 
كما تستثمر فنلندا مبالغ طائلة لدعم مجالي البحوث والتطوير، علما بأن مساهمة القطاع الخاص في تمويل مشاريع البحوث والتطوير في هلسنكي تعادل ثلثي حجم التمويل الإجمالي لتلك المشاريع في حين تبلغ المساهمات الحكومية ما يعادل ثلث ذلك التمويل.

هذا وقد ضم الوفد المرافق لصاحبة السمو  من سعادة الدكتور عبدالله حسين الكبيسي مدير مكتب صاحبة السمو، وفيصل بن محمد السويدي رئيس البحوث والتطوير في مؤسسة قطر، والدكتور ضرار خوري المدير التنفيذي بالإنابة لقسم البحوث في مؤسسة قطر، والدكتور نبيل السالم نائب المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، والسيد حمد الكواري المدير العام لواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر.
 
وفي أثناء الزيارة التي سبقتها لمملكة النرويج، استعرض وفد مؤسسة قطر ونظيره النرويجي تجربة المملكة في مجال أبحاث الطاقة الصديقة للبيئة، وآخر ما توصل إليه مجلس البحوث النرويجي في أبحاث النفط والغاز، حيث ناقش الطرفان الخطط الاستراتيجية للمجلس وأهدافه على الصعيدين المحلي والدولي.

كما اطلع وفد مؤسسة قطر خلال هذه الزيارة على تجربة مركز البحوث لتكنولوجيا الخلايا الشمسية في أوسلو، والذي يسعى منذ تأسيسه في العام 2009 لأن يصبح أحد أهم أقطاب علم الخلايا الشمسية في العالم في مجالي البحوث والتعليم.
 
ويأتي اهتمام مؤسسة قطر بتجربة النرويج في هذا المجال كونها تواجه ذات التحديات الاقتصادية التي تواجهها قطر فيما يتعلق بالاعتماد على إنتاج النفط والغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للاقتصاد والطاقة، حيث تعد أوسلو أكبر مُنتج لهذين الموردين في العالم من خارج دول الشرق الأوسط. كما تعد قطر والنرويج من أكثر البلدان استثمارا في مجال البحوث ومستقبل تكنولوجيا الطاقة البديلة.

وفي معرض حديثه عن زيارة النرويج تحدث السويدي قائلاً: "لقد استطاعت قطر خلال السنوات القليلة الماضية إنشاء عدد من معاهد البحوث الدولية، كما وضعت المؤسسة إطار عمل يمكنها من خلاله تلبية طموحات الدولة ومساعيها في مجالي البحوث والابتكار، إلا أن نجاح دولة قطر في هذا المجال يعتمد على امكانية التواصل مع العالم الخارجي وبناء شراكات متعددة تمكنها من مواصلة بناء قدراتها البحثية".

هذا وتسعى مؤسسة قطر وبشكل مستمر للبحث عن أكثر السبل والوسائل فعالية لتدعيم مشاريعها، وذلك من خلال الاطلاع على النماذج والتجارب المتقدمة في مجالات التطوير والبحوث والابتكار، والجدير بالذكر بأن كل من دولة قطر وجمهورية فنلندا ومملكة النرويج تتشارك ذات الرؤية الرامية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة من خلال الاستثمار في التعليم والبحث والتطوير والابتكار، والطاقة المستدامة.

واختتم السويدي حديثه قائلاً: "يسر مؤسسة قطر العمل جنبا إلى جنب مع مراكز البحوث المرموقة التي تشاركها الرؤية فيما يتعلق بتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية واستخداماتها، ونحن نؤمن بأنه لا توجد هناك حدود في مجالات البحث والاستثمار والمشاريع وفرص العمل المتوفرة"

يذكر أن وفد مؤسسة قطر الذي ترأسته صاحبة السمو قد عقد عدة لقاءات في إطار الجولة الأوروبية التي تقوم بها المؤسسة لبحث فرص التعاون المشترك وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المتطورة في مجالات برامج وأبحاث الطاقة والبيئة والابتكار وعدد من المواضيع الأخرى ذات الاهتمام المشترك.