صاحبة السمو تشارك في الاجتماع العالمي حول التعليم للجميع

CPO Content Area

صاحبة السمو تشارك في الاجتماع العالمي حول التعليم للجميع


باريس، فرنسا، 21 نوفمبر 2012

"ما يتعرّض له الطلبة في غزة وسوريا وسواهما يؤكدُ على الدوام أنّ قضيةَ التعليم لا تنفصل في السياق العام عن القضايا الأخرى، سواءً كانت سياسيةً أم اقتصاديةً أم اجتماعيةً أم أمنية. فهناك تلاميذٌ في غزة يموتونَ تحت القصف وآخرون يتوقفون عن الدراسة، مثلما هناك في مخيماتِ اللاجئين السوريين حالياً مئاتُ الأطفالِ الذين بلغوا سنَّ الدراسة ولا يجدونَ مدرسةً تستقبلهم.. إنَّ الحلَّ الجذريَّ للمشاكلِ التي تعترضُ مسيرةَ التعليم تأتّى بشكلٍ شاملٍ من خلالِ معالجةِ حزمةِ القضايا العالمية التي تؤثرُ في بعضِها بعضاً".

جاء ذلك في كلمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المبعوث الخاص لليونسكو للتعليم الأساسي والتعليم العالي في الاجتماع العالمي حول التعليم للجميع الذي عقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة / اليونسكو/ بالعاصمة الفرنسية باريس.

وأكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر اهتمامها بقضايا التعليم خصوصا التعليم الابتدائي. وقالت سموها في كلمتها أمام الاجتماع العالمي حول التعليم للجميع بمقر /اليونسكو/ "إن توفير التعليم للجميع حق أصيل لا ينبغي أن يحرم منه أحد في أية حال من الأحوال ونحن نعيش عالما لا يتطور ولا يستقر ولا ينعم بسلام ولا تستدام فيه التنمية ولا تسود في بلدانه العدالة الإنسانية إذا ما تعثرت مسيرة التعليم في بقعة من الأرض وحر م الطفل من دخول المدرسة أو عرقلته مختلف الظروف من إكمال تعليمه".

وأضافت سموها "إن مسؤوليتنا المشتركة لم تعد تقتصر على حق الحصول على التعليم فحسب بل توجب أن يكون التعليم نوعيا قادرا على الاستجابة لمتطلبات الحاضر والتصدي لتحديات المستقبل". وقالت سموها "إنه لجدير بالتقدير أن ينعقد هذا الاجتماع في سياق هذه الاستجابة وهذا التصدي بزمانه ومكانه المناسبين ولعلكم تشعرون معي أننا نعمل حاليا بعزيمة أقوى من ذي قبل وبطاقة روحية وأخلاقية ومهنية أكبر.. تجسدت فعليا بما شهده النصف الثاني من هذا العام من أحداث هامة تعنى بقضايا التعليم ليأتي اجتماعكم اليوم خطوة في هذا الاتجاه".

وأشارت صاحبة السمو إلى مشاركتها في سبتمبر الماضي الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك بصفتها عضوا في مجموعة المدافعين عن الأهداف الإنمائية للألفية في إطلاق مبادرة / التعليم أولا/ موضحة سموها أن هذه المبادرة تهدف إلى إدخال جميع الأطفال إلى المدرسة وتحسين نوعية التعليم وتعزيز المواطنة العالمية. ولفتت سموها أيضا إلى تبني برنامج /التعليم فوق الجميع/ خلال أربع سنوات مضت دعم وتطوير الدعوة إلى حماية التعليم في المناطق المتأثرة بالنزاعات والبيئات ذات الظروف الإنسانية العصيبة.

وقالت سموها "لقد نجحنا نحن الدعاة في عام ألفين وأحد عشر في إصدار قرار من مجلس الأمن رقم ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين القاضي بجعل المدارس والمستشفيات أماكن آمنة في أوقات النزاعات" مضيفة سموها " ولكن ما يجري على أرض الواقع اليوم لا يشهد أية حماية لمباني المدارس ولا لحق الطلبة بالتعليم".

وأضافت "إن الفرصة النموذجية بين أيدينا الآن لنواجه التزامنا ونتذكر هؤلاء الأطفال الذين قطعنا لهم وعدا.. إذا ما أردنا أن نتفادى عارا قد يلحقه بنا التاريخ حين تحين المواعيد دون أن نفي بالوعد.. في حينه أو بعد حين.. لا خيار آخر لنا... ومن لديه خيار فليأت به". وقالت سموها " إنه تعميقا للروح الجديدة التي طغت على عام ألفين واثني عشر وعكست ميلا جادا للعمل المشترك وتأصيلا للشعور بالواجب وما يترتب على القيام به وتوفيرا للمزيد من الفرص نحو آفاق أوسع للتعليم.. أدعوكم للاجتماع بالدوحة في شهر أبريل المقبل للمشاركة في بحث كيفية الوصول إلى أولئك الأطفال المحرومين من المدرسة وأن تحملوا معكم خططا محددة وأن تشرعوا بإجراءات تنفيذية لضمان تحويل الاستراتيجيات الخاصة بالتعليم إلى خطط وبرامج عملية". وأعربت صاحبة السمو في ختام كلمتها أمام الاجتماع العالمي حول التعليم للجميع عن أمنيتها في نجاح الاجتماع والتوصل إلى نتائج طيبة.