الدوحة، قطر، 24 نوفمبر 2025
وسوم : مؤتمر وايز
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح قمّة "وايز 12" وتدعو إلى تعليم تَتعزّزُ فيه القيم الإنسانية

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، صباح اليوم، افتتاح قمة "وايز 12" في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، التي تُعقد على مدار يومين، تحت شعار "الإنسان أولًا: القيم الإنسانية في صميم النُظم التعليمية".

 

كما حضر حفل الافتتاح، سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وعدد من أصحاب السعادة الوزراء، وكبار الشخصيات، وخبراء دَوليين في مجال التعليم، لينطلق هذا الحوار العالمي من قطر حول غاية التعليم في المستقبل. 

وقد افتتحت صاحبة السمو قمّة "وايز 12" بكلمة ركّزت فيها على مكانة التعليم وأهميته في نشر القيم الإنسانية والمُثل الأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي والمتغيرات فائقة السرعة. 

قالت سموّها: "إننا في وايز نؤمنُ، أنَّ التعليمَ ليس قطاعَ خدمةٍ مثلَ غيرِه من القطاعات، بل هو حقٌ متوارثٌ لا نِقاشَ فيه، وهو ركيزةٌ تبنى عليها الكرامةُ الإنسانيةُ والعدالةُ والنهضة. ولا ينبغي أن يكونَ التعليمُ سلعةً ولا امتيازاً، ولا منةً لأحدٍ فيه على أحد." 

كذلك، أكّدت سموّها على أهمية إدراج القيم في صميم العملية التعليمية قائلة:" إن جعْلَ القيمِ الإنسانيةِ في قلبِ العمليةِ التعليميةِ يمثّـلُ ردَ اعتبارٍ للعلمِ وللإنسان. للعلمِ، بألا يكونَ طاقةَ شر. وللإنسانِ، بتحقيقِ كمالِ إنسانيتهِ وكرامتهِ. إنَّ التزامَنا المشترك، تعليمٌ تتعززُ فيهِ قيمُ الحقِ والعدلِ والجمال. وإنَّ غايتنا، عِلمٌ من أجلِ الإنسانِ يحررُه ولا يستعبدُه.".

 

تجمع قمة "وايز 12" التي تنظمها مؤسسة قطر، عدد من القادة، وصانعي السياسات، والمعلمين، والتربويين، والمبتكرين وغيرهم من الجهات المعنية في قطاع التعليم من مختلف أنحاء العالم، الذين يُشاركون في نقاشات وحوارات معمّقة عن استجابة التعليم للتغيّرات العالمية السريعة، وإتاحة الوصول إلى التعليم مع تسليط الضوء على أهمية التكيّف، والعدالة، وتكافؤ الفرص، والشمول في المجتمعات، حاضرًا ومستقبلًا.

 

خلال افتتاح قمّة "وايز 12"، قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي:"نلتقي اليوم في عالمٍ تتسارع فيه التقنيات حتى تبدو وكأنها تسبق الإنسان نفسه، بينما هي في حقيقتها امتداد لمسعاه الدائم إلى الفهم. فمن هذا السعي وُلدت الأفكار، ومن الأفكار صُنعت الأدوات، ومنها تَكوّنت التكنولوجيا التي نعدّها اليوم ثورة، وهي في جوهرها انعكاس للعقل البشري في محاولته أن يفهم ويبتكر ويترك أثره في هذا العالم".

 

ختمت سعادتها: "مهما تغيّر وجه العالم تبقى قدرة الأمم على التقدّم رهينة بقدرتها على إبقاء الإنسان في صميم رؤيتها وقراراتها. فعندما يكون الإنسان منطلقنا وغايتنا يتحوّل التغيّر إلى مجال اتساع ونمو، وتغدو التحوّلات فرصًا تُعمّق المعرفة وتفتح أبواب العمل المشترك".

 

تتمحور قمّة "وايز" هذا العام حول خمسة ركائز رئيسية وهي: الإنسان أولًا في مشهد التعليم المتغير؛ وتحقيق رؤية التعليم التقدّمي من خلال الابتكار في التعليم واستكشاف مسار دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم من الروضة حتى الصف الثاني عشر؛ واستكشاف آفاق ثورة المهارات في التعليم العالي والتعلّم مدى الحياة؛ وتحفيز التغيير الجذري في الأنظمة متعددة القطاعات من أجل تحويل التعليم؛ وتركيز التعليم نحو الفرص الاقتصادية وتعزيز صمود المجتمعات.

 

كما تضمّنت الجلسة الافتتاحية لقمّة "وايز 12" أداءً للفنانة السورية الشابة فايا يونان، التي عبّرت عن وجهة نظر الشباب في الفنون بعصر الذكاء الاصطناعي؛ تلتها كلمة المتحدث الرئيسي محمد جودت، مؤلف الكتب الأكثر مبيعًا، والرئيس التنفيذي السابق للأعمال في جوجل إكس؛ الذي شارك الحضور أفكاره حول دور التعليم المحوري في تلاقي القيم الإنسانية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية. 

 

كذلك تخلّل الجلسة الافتتاحية حوار حول دور الذكاء الاصطناعي في سرد القصص، انطلق بين أمجد النور المخرج والصحفي الذي أدار الجلسة الافتتاحية، وليلى لالامي، الكاتبة المغربية الأمريكية المعروفة، حيث شاركت أفكارها حول قدرة التعليم الكامنة لحماية العقل البشري في وقت أصبحت فيه الروايات تُكتب وتُحكى بلسان الذكاء الاصطناعي، وأشارت المتحدّثة إلى أهمية دمج الفنون بالتعليم بما يحفظ اللغة، والتعاطف، والتقارب الإنساني، في عالم نشهد فيه تغيرات سريعة للغاية.  

من جهتها، قالت ليلى لالامي: "يأتي السرد القصصي في صميم التقارب الإنساني والمُثل الأخلاقية. لم نجد حتى الآن طريقة أفضل من القصص لنقل المعرفة بين البشر. وهذا ما اكتشفتهُ خلال مسيرتي المهنية، حيث يستمتع الطلاب في قراءة القصص، وفهمها، وتحليلها، واستخلاص العِبر منها، ومعرفة كيف تُساعدنا هذه القصص في فهم المُثل الأخلاقية وتبنيّها في حياتنا اليومية".

أضافت لالامي:"يحمل السرد القصصي الكثير من الميّزات التي يُمكن أن تسُهم في تنمية العقول، ومنها تطوير مهارة التفكير النقدي الإيجابي التي لا يُمكن لأي أداة تقنية أن توفرها لوحدها".