الدوحة، قطر، 04 نوفمبر 2025
وسوم : التعليم فوق الجميع
صاحبة السمو تشارك في جلسة رفيعة المستوى بعنوان "التعليم: أساس للعقد الاجتماعي الجديد" ضمن مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية

شاركت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة  قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع ، اليوم،  في جلسة رفيعة المستوى بعنوان «التعليم: أساسٌ للعقدِ الاجتماعيِّ الجديدِ»، وذلك ضمن أعمال مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية الذي تستضيفه دولة قطر.

 

خلال الجلسة، ألقت صاحبة السمو كلمة أكّدت فيها أن التنمية الحقيقية تبدأ بالإنسان وتنتهي إليه، مشددةً على أن التعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه مسيرة التقدم والنهضة. وقالت سموها: "إننا نتحدثُ كثيراً عن التنمية، لكننا أيضاً كثيراً ما نعزفُ عن الأخذِ بعناصرِها الحقيقية، وأبرزُ هذه العناصر هوَ الإنسانُ ذاتُهُ، الذي يشكّلُ جوهرَ التنميةِ ومقصَدَها الأسمى. وإذا كانَ الإنسانُ أثمنَ رأسمال، فإنّ التعليمَ يظلُّ رأس المالِ الأبقى، فهوَ المنبعُ الذي تتفرّعُ منهُ روافدُ التقدم، والأساسُ الذي تُشادُ عليه صروحُ التنميةِ المستدامة، فالتعليم ليس قطاعاً من قطاعات المنظومة المجتمعية، بل هو القطاعاتُ كُلها مجتمعةٌ، فلا اقتصادَ ولا سياسةَ ولا صحةَ ولا ثقافةَ ولا حتى بيئةً مستدامةً بلا تعليم".

 

وتطرّقت سموها في كلمتها إلى التجربة التنموية لدولة قطر، التي جعلت من التعليم والاستثمار في الإنسان محورًا رئيسياً لمسيرتها نحو التنمية المستدامة، قائلةً: "إنّي لعلى يَقِينٍ راسخٍ بأنَّ النجاحَ في تَحقِيقِ التَنمِيَةِ المُسْتَدامةِ لَيْسَ حكراً على مَنْ يَملِكُ المَوارِدَ الأَوْفَرَ فحَسْب، بلْ علَى مّن يُحسِنُ إدارتهَا واستِثْمَارَها. وهذهِ هيَ الرُّؤيةُ التي دَفعَتْنا في قَطَر إلى تأسيسِ مسارٍ تَنموِيٍّ يضع الشبابَ في مَكانِهم الطبِيعِي في صِياغةِ المُستقبَلِ، مُتعلِّمِينَ، ومُبتَكِرِينَ، ورُوّادَ أعمالٍ ومُواطِنِينَ مُشارِكِينَ في صُنعِ القرارِ. ولَقَدْ أَثْمَرَتْ تِلكَ الرؤيةُ المُلهِمةُ عَنْ نجاحاتٍ مُبْهِرةٍ، تَجلَّتْ في استثمارِ الدولةِ لمَوارِدِها الطبيعيةِ وتأهيلِ طاقاتِها البشريةِ، واستحداثِ فُرَصِ عَمَلٍ مُواتِيةٍ بَدلًا مِنِ استنساخِ وظائفَ تَقليدِيةٍ".

 

وتطرّقت سموها في كلمتها إلى أهمية التعليم كركيزة للتنمية الاجتماعية، مؤكدةً أن التعليم يشكّل خط الدفاع الأول عن مستقبل الإنسان والمجتمعات، قائلةً: "إنّ التعليمَ هو الركيزةُ الأولى للتنمية، فلا تنميةَ بلا معرفة، ولا نهضةَ بلا عقلٍ مستنير، فالتعليمُ ليس ترفاً ولا امتيازاً ولا مِنَّةً، بل هو حَقٌ ومسؤوليةٌ وأداةٌ لتحريرِ العقل وبناءِ الكفاءاتِ وصونِ القيمِ وتوليدِ الأفكارِ التي تغيّرَ وجهَ العالم. والتعليمُ قبلَ كلِّ شيءٍ قضيةُ وجودٍ وبقاءُ أمةٍ أو فناؤها، فالتنميةُ الحقيقيةُ المستدامةُ التي نريدها يجب أنْ يكونَ التعليمُ صنواً لها لا يتخلّفُ عنها أبداً".

 

 

وشهدت الجلسة حضور سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي ألقى كلمة أكد فيها أهمية التعليم بوصفه ركيزة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين الإنسان.

 

كما شهد الحدث جلسة نقاشية رفيعة المستوى شارك فيها كلٌّ من فخامة الرئيس ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، وفخامة الرئيس رام شاندرا بوديل، رئيس جمهورية نيبال، وفخامة الرئيس سورانجيل ويبس رئيس جمهورية بالاو. وركّزت الجلسة على أهمية التعليم كركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية، ودوره في القضاء على الفقر وتعزيز العمل اللائق والشمول الاجتماعي، إلى جانب بحث سبل تمويل التعليم وتوظيف التقنيات والذكاء الاصطناعي لضمان تعليم أكثر عدلاً وشمولاً في ظل التحولات الرقمية والبيئية المتسارعة.